تردي المراعي وغلاء الأعلاف يخفّضان الثروة الحيوانية في السويداء بنسبة 40%

باتت إنتاجية الثروة الحيوانية ” أبقار- أغنام – ماعز” من الحليب خاصة في ظل الواقع المتردي للمراعي الخضراء التي أصبحت شبه معدومة، والمترافقة مع عدم قدرة المربين على شراء المادة العلفية من جراء أسعارها المرتفعة، تُسجل تراجعاً ملحوظاً هذه الأيام، فمثلاً وحسبما أشار عدد من المربين لـ”تشرين” إلى أن إنتاج المواشي من الحليب ونتيجة لما ذكر آنفاً انخفض حوالي ٤٠% الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من المربين للعزوف عن تربية المواشي، من خلال بيع قسم منها وخاصة غير المنتجة لعدم قدرتهم على تأمين الأعلاف لها.

ويضيفون أن مادة ” التبن” التي كانت تباع بسعر ” البلاش” خلال السنوات السابقة حيث وصل سعر الطن الواحد من هذه المادة حينها إلى ٢٥ ألف ليرة، يقفز سعرها هذا الموسم إلى ٨٠٠ ألف ليرة عدا عن سعر مادة ” جاهز الأبقار والأغنام ” التي وصل سعر الطن منها إلى مليون و٨٠٠ ألف ليرة وكذلك وصل سعر الطن الواحد من مادة الشعير إلى ٢ مليون ليرة.
و لفت المربون إلى أن المادة العلفية باتت ضرورة ملحة وخاصة أن بدائلها من المراعي الخضراء وبقايا المحاصيل الحقلية أصبحت غير متوافرة من جراء قلة الهاطل المطري خلال الموسم الماضي وهذا الموسم، وهناك الكثير من المربين غير قادرين على شراء الأعلاف من القطاع الخاص لعدم توافر السيولة المالية لديهم، وتالياً عدم قدرة المؤسسة على تأمين الأعلاف لكونها تتبع دورة المقنن العلفي والتوزيع يبقى محدوداً وغير كافٍ.
بدوره قال مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ” تشرين ” : إن المراعي سواءً الخضراء أو بقايا المحاصيل الحقلية التي عادة تشكل مادة علفية إضافية للثروة الحيوانية، لم تكن متوافرة بالشكل الأمثل، نتيجةً لقلة الأمطار خلال موسم الشتاء الماضي الأمر الذي انعكس سلباً على الثروة الحيوانية، وخاصة أن المربين لم يستطيعوا تأمين ما يعوض عن المراعي لمواشيهم ألا وهي الأعلاف لأسعارها المرتفعة.
وأضاف حامد: إن قلة الأعلاف وعدم توافر المراعي الخضراء لم ينعكسا على إنتاجية المواشي فقط من الحليب بل أديا إلى إصابتها بالعديد من الأمراض، إضافة إلى انخفاض مناعتها إزاء الأمراض الوبائية، لافتاً إلى أن عدم تأمين الغذاء اللازم أي الأعلاف للثروة الحيوانية سيؤدي أيضاً إلى حدوث إجهاضات لدى أمات الأغنام والأبقار, وتالياً نفوق مواليدها وهذه خسارة أخرى تضاف إلى سجلات المربين نتيجة الواقع المزري المحوق بالثروة الحيوانية حالياً.
ومن ناحية ثانية أشار مدير الزراعة إلى أنه وبهدف المحافظة على الثروة الحيوانية في ظل هذا الواقع المتردي يجب على المربين دعم المواشي بمجموعة من الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية التي تضاف إلى الأعلاف لكونها تعد متممات علفية ضرورية للمواشي، والعمل على زراعة الأعلاف الخضراء «البرسيم, الفصة» طبعاً إذا توافرت مصادر الري لذلك، إضافة إلى استخدام نماذج جديدة من العلف البديل كالتوجه إلى زراعة الصبار الأملس لكونه مقاوماً للجفاف.
يشار إلى أن تعداد الثروة الحيوانية وصل إلى نحو 766 ألف رأس, منها ٦٠٠ ألف رأس من الأغنام، و١٦ ألف رأس من الأبقار و١٥٠ ألف رأس من الماعز ، وأن إنتاج المحافظة من الحليب طبعاً وفق إحصائية مديرية زراعة السويداء للعام الماضي وصل إلى ٨٠ ألف طن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار