مدير مشفى المواساة لـ”تشرين”: ٦ بالمئة فقط نسبة متلقي لقاح “كورونا”.. ومستعدون في حال دخلنا ذروة خامسة
أكد مدير مشفى المواساة الجامعي بدمشق الدكتور عصام الأمين في تصريح لـ”تشرين” أن سورية دخلت سابقاً ذروة رابعة من إصابات كورونا اعتباراً من بداية شهر آب ٢٠٢١ وازدادت الأعداد بشكل ملحوظ، فتم توسيع غرف العزل والعناية وإمكانات الاستقبال بالإسعاف، وتمت مسايرة المنحنى الوبائي ووصلت الأعداد إلى مرحلة الذروة، حيث كان يوجد بحدود ٦٥ حالة مقبولة بين غرف الغزل والعناية، تسطح المنحنى بشكل طويل على خلاف الذروات الثالثة والرابعة والأولى وبعد ذلك بدأت الأعداد بالانخفاض في النصف الأول من شهر كانون الثاني ٢٠٢٢ ولوحظ منذ أسبوعين أو عشرة أيام أن الأعداد بدأت تزداد تدريجياً بعد أن كانت انخفضت من ٦٥ إلى ١٠ أو ١٢ حالة، وحالياً يوجد في المشفى ٣٥ حالة موزعة بين غرف العزل والعنايات المشددة.
وأشار الدكتور الأمين إلى أنه تتم مراقبة الوضع فإذا ازدادت الأعداد أكثر من ذلك فنحن بالتأكيد دخلنا في ذروة خامسة، لافتاً إلى أن الحالات التي تراجع المشفى هي من الحالات الشديدة والحرجة، و بالتأكيد هناك زيادة في الحالات الخفيفة والمتوسطة التي تتم مقاربتها خارج المشفى.
وأوضح مدير المشفى أنه منذ ثلاثة أسابيع حين انخفضت الأعداد، أعيدت المشفى إلى وضعها الأساسي بالنسبة (للعمليات الباردة والعيادات) ولكن حالياً نحن في مرحلة مراقبة للمنحني الوبائي، وفي حال زيادة أعداد الإصابات بكورونا والدخول في ذروة خامسة قادرون على الرجوع إلى المربع الأول خلال ساعات بزيادة عدد الأسرّة مرة أخرى مثلما كان في الذروات الماضية، فالاستعدادات كاملة لناحية توفر الألبسة الوقائية لحماية الكوادر وتوفر الأدوية بشكل كامل، مع استعدادات غرف العناية ولاسيما الأوكسجين فهو العنصر الأساسي بالمقاربة ومتوفر بكميات كبيرة.
وعن أسباب الزيادة الواضحة في أعداد الإصابات مؤخراً أشار الدكتور الأمين إلى عدة عوامل، أهمها عدم التقيد بالوقاية، وقد تم التحذير منذ أربعة أشهر من موجات البرد وجلوس الناس عادة خلال هذه الموجات في غرف مغلقة الأبواب والنوافذ، والمتحور الجديد أوميكرون يتصف بسرعة الانتشار والسراية العالية جداً وقادر على نشر العدوى بشكل سريع.
وهناك تهاون أيضاً في الإجراءات الوقائية الاحترازية، فهي عنصر مهم، يضاف إلى ذلك العزوف عن التلقيح من الكثير من المواطنين بسبب تأثرهم ببعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج وبشكل غير أكاديمي وغير علمي عن مشكلات باللقاح، مؤكداً أن اللقاح آمن وهناك ٩ مليارات شخص في العالم تلقوه بمختلف أنواعه، فاللقاح ضروري لأن احتمال الإصابات للملقحين أقل بـ ٨ مرات واحتمالية دخول الملقح العناية المركزة أو احتمالية الوفاة أقل بـ٢٥ مرة، مشيراً إلى أن نسب اللقاح لدينا للأسف متدنية ومن تلقوه في سورية بحدود المليون شخص تقريباً ويشكلون ٦٪ فقط من الشعب السوري، ويجب أن تكون الأرقام أكبر بكثير.
وعن الحالات في المشفى ونوعية الفيروس أكد الدكتور الأمين أنه لا دليل على الحالات أ هي أوميكرون أو دلتا و بيتا لأنه لا توجد تقنية في سورية تفرّق بين المتطفرات والمتغيرات والمتحورات ولكن حالياً الإصابات في معظم دول العالم هي من النوع المتطفر أوميكرون الذي يتصف بسرايته العالية ونسب الإصابات في جزء كبير منها تكون خفيفة إلى متوسطة لأنه لا يصيب النسيج الرئوي (الحويصلات الرئوية) مثل الدلتا الذي هو مشتق منه ولكن يصيب الطرق التنفسية العلوية وأعراضه الأساسية هي الآلام بالبلعوم وسيلان في الأنف والحرارة والسعال، لكن حالات الإصابات الشديدة تكون أقل، إلا أن السراية العالية يمكن أن تفرز حالات بحاجة إلى قبول وعناية مركزة.
وأضاف الدكتور الأمين: بما أن أوميكرون يصيب أعداداً كبيرة من البشر لذلك يقدر عالمياً أنه مع نهاية شباط سيكون أكثر من ٣ مليارات شخص مصابين به، والإصابة تعني أجساماً ضدية ومناعة، فلعل هذا الفيروس يولّد مناعة مجتمعية كبيرة وينتهي عصر كورونا كوباء ليبدأ عصر الكورونا كمرض مستوطن مثل الكريب والأنفلونزا، آملاً أن تتضح الصورة أكثر في الشهر السادس، وأن ينتهي كورونا كوباء إذا لم تظهر متحورات جديدة غير أوميكرون.