الفنانة روبين عيسى: هاجسي طرح قضايا المرأة في كل ما أقدمه
بخطوات ثابتة رسمت ملامح الشخصيات التي قدمتها بروحها لتثبت تفرداً في الأداء صاغته ببراعة في كل دور قدمته، الفنانة روبين عيسى التقتها “تشرين” في كواليس تصوير الفيلم السينمائي الاحترافي “بوح” وكان لنا هذا الحوار:
* ما سرّ هذا التواجد مع المخرج أيهم عرسان..هل طبيعة الشخصيات التي تُقدّم لك؟
لم يسبق أن رفضت دوراً أرسله لي، أحب الطروحات والشخصيات التي يقدمها ويكتبها وهذه عوامل كممثلة تقودني للقبول، عداك عن الراحة التي يخلقها في تعامله مع الفنانين والفنيين، وهناك كيمياء بالتعامل معه وهذه الكيمياء أوصلتني للتجربة الثالثة معه، إضافة إلى أن المخرج أيهم عرسان يُعنى بالتقاط التفاصيل الحياتية للشخوص التي يقدمها ضمن سيرورة الحدث السينمائي، ولديه هواية النبش في دواخل النفس البشرية وهذا الشيء موجود في معظم الأفلام التي قدمها، فهو لا يقدم حكاية تقليدية، بل يتوغل في مواجع وآلام شخوصه ليظهر ما يعتري دواخلهم من ألم و وجع، وهناك نصوص مجرد قراءتها تلامس روحنا ودواخلنا، أو أدور لشخصيات نعرفها في الحياة أو قصة حياتية موجودة في المجتمع، فمثلاً قصة شخصية “بارعة” سمعتها في الحياة وأقصد مشكلتها مع من تحب وما حدث معها… لذا فهي تلامسني وهي ليست غريبة عني.
* إلى أي حد تتقاطع شخصية “بارعة” مع روبين في الحياة؟
جمالية شخصية “بارعة” تكمن في أن لديها ما تقوله بخصوص الأنثى وعلاقات الحب، وتجعل المتلقي يشعر أنه يعرف “بارعة” ويراها كثيراً في الواقع الحياتي، وقصتي تختلف كثيراً عن قصة الشخصية الأخرى بطلة الفيلم، ولكن العمل حياتي جداً ويلامس شغاف قلب كل واحد فينا ويتناول قضايا إنسانية تحاكي المعاناة الداخلية لدى شريحة كبيرة من النساء، ويحكي عن الألم الذي يتعايش ويتصادق معه المرء وكيف تصبح انكسارات الحياة والصدمات وكأنها أمر عادي ضمن ما هو متوقع ومنتظر، والسؤال الرئيسي في الفيلم: هل سيستمر هذا الألم وإلى أي حد يمكن التحمل؟ وهنا تدخل “بارعة” حالة من البوح دون أن تتكلم، فحالتها تعكس ما تفكر فيه وما يجري في مكنونات روحها، إضافة إلى وضوح التراتبية النفسية التي وصلت لها نتيجة ما حدث معها ضمن سيرورة الفيلم ، وهناك مشهد يجمعني مع بطلة الفيلم يخلق حالة من البوح الروحي الحقيقي والذي يقودنا إلى التطهير الروحي والنفسي.
* طرح جديد يقدمه المخرج عبر الفيلم وهو اختيار الخشبة المسرحية مكاناً للبوح عبر كاميرا سينمائية، أليس هذا مجازفة في تقديم هذا التكنيك؟
أحببت فكرة توظيف المسرح عبر السينما، وهذا التكنيك ليس سهلاً التعاطي معه، وأنا ليس لي عمل على خشبة المسرح، بل العمل كله مركّز على الشخصية الرئيسة التي تقوم بها الفنانة رنا شميس، وشخصيتي متواجدة بمكان آخر وأكون صديقتها المقربة، وأنا أحببت الطرح الموجود في هذا الفيلم في تقديم لحظة مسرحية غنية بكاميرا سينمائية.
* واضح من الشخصيات التي تقدمينها أنك أكثر ميلاً للقضايا التي تعنى بالمرأة؟
أي موضوع يخص النساء أحب أن أكون فيه، وأطرح قضايا المرأة ومشاكلها سواء كزوجة أو كأمّ…. عندي رغبة في التواجد بهذه الأعمال التي تطرح هذه القضايا، فهذا الفيلم يلامس هذا الموضوع، بالإضافة إلى أن هناك مخرجين يعرفون ما لديك من إمكانات، ويعرفون استثمار ما لديك من مساحات لم يتم استثمارها ويقومون بالتقاط مكنوناتك الداخلية في لحظة ما.
*هل قدمت الدراما أو السينما الواقع كما هو أم جمّلته عبر شاشاتها؟
أعتقد أن مهمة الدراما والسينما تقديم الواقع بطريقة فنية لطيفة، وأن تطرح عبر ما تقدمه مشاكل الناس وهمومهم بواقعية وأسلوب فني ، فمثلاً معظم شخصيات الفيلم هي شخصيات واقعية تطرح مشاكل أناس نعرفهم في الحياة ومشاكل الناس في الحياة لا تنتهي.
* ما جديدك في المرحلة القادمة؟
أقوم حالياً بتصوير مسلسل”جوقة عزيزة” من تأليف خلدون قتلان وإخراج تامر اسحاق وأجسد شخصية “انشراح” شخصية مختلفة لا تشبهني أبداً، وهناك ستايل مختلف لروبين فيه وهو عمل شعبي وبيئة… وأعتقد أن الناس ستحبه.