ازدحام …
لم تثنهم “الكورونا “ومطالبات وزارة الصحة بضرورة الابتعاد المكاني من الوقوف في «طوابير» أمام الصرافات وعلى منافذ البيع في “السورية للتجارة” ومراكز النافذة الواحدة للحصول على ورقتي غير موظف وغير محكوم وهما ورقتان كان يمكن تأجيلهما كشرط للمتقدمين للمسابقة المركزية التي تشهد ازدحاماً منقطع النظير في مركز التقديم بمبنى المحافظة .
وبعيداً عن موجات تسونامي الموظفين ومن بعدهم المتقاعدين على الصرافات وما يرافقها من انقطاع الشبكة الكهربائية والشبكة العنكبوتية ، فإن المولدات المتواجدة في المصارف تتعرض لأعطال شبه دائمة نتيجة عملها الطويل نسبياً، وبحسبة بسيطة فإن ما تتكلفه المؤسسات العامة ومنها المصارف من هدر للوقود وعمليات إصلاح المولدات كبير و يمكن تلافيه بساعات وصل للكهرباء خلال الدوام الرسمي إذا استثنينا ساعات الانتظار القاتلة لآلاف من المواطنين وخاصة المتقاعدين منهم في أجواء من البرد القارس .
لا تزال مؤسساتنا العامة تعمل كجزر منفصلة، وبعضها تبالغ في سرد الأرقام مع غياب كامل للخدمة الاجتماعية وبعضها الآخر تقدم خدماتها في الحدود الدنيا .
لا أعتقد أن أحداً من القائمين على المؤسسات لم يسمع بـ”العنقود الصناعي” وأهميته في عالم الاقتصاد ولا أعلم لماذا لم يطور هؤلاء فكرة العنقود على بقية مناحي الحياة وخاصة تلك المتعلقة بحياة الناس لمساعدتهم على قضاء حوائجهم بأسرع وقت من دون الوقوف ساعات طويلة للحصول على خدمة يفترض الحصول عليها بوقت قياسي كما هو الحال في بلدان استفادت من التكنولوجيا لتجعل من الحياة أكثر انسيابية لا كما نشاهد عندنا من «طوابير» الانتظار في كل مكان نقصده…. ولكيلا تصبح الصورة التي نراها مألوفة يفترض إيجاد حلول سريعة لظاهرة الازدحام .