لم يكن مفاجئاً أن تحبط العديد من الدول الإفريقية مؤخراً محاولة انضمام «إسرائيل» إلى اجتماعات القمم الإفريقية بصفة مراقب على الرغم من الضغط الأمريكي لتسويق هذا الكيان الإرهابي على مستوى القارة السمراء التي كانت لها مواقف مشرّفة منذ عدوان الخامس من حزيران عام 1967، حيث قطعت معظم الدول الإفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» على خلفية عدوانها واحتلالها أراضي عربية وعدم تنفيذها قرارات مجلس الأمن.
لقد حاولت الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن تفرض الوجود الإسرائيلي بالتدريج على دول المنطقة وعلى الدول الإفريقية لأنها تعدّ هذا الكيان الإرهابي ذراعها العدوانية في المنطقة، والعامل الأهم في زعزعة الأمن والاستقرار، ومحركاً أساسياً لبؤر التوتر، ومن هنا يمكن تفسير عدم التوصل إلى اتفاق مصر والسودان وإثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة الذي تعبث بحيثيات بنائه وتعبئته واستثماره الأصابع الإسرائيلية.
إن أمريكا و«إسرائيل» وقبلهما دول الاستعمار القديم نهبت وتنهب الثروات الإفريقية من دون أن تقدم أي شيء لسكانها الغارقين بالفقر والنزاعات المسلحة والتغيرات المناخية.. وفي هذا السياق طلبت منظمة الغذاء العالمي مساعدات فورية لإنقاذ ما يزيد على 13 مليون إنسان في إثيوبيا والصومال وغيرهما من القرن الإفريقي من مخاطر الموت جوعاً بسبب الجفاف وهلاك الثروة الحيوانية والنباتية إضافة إلى النزاعات المسلحة، هذا فضلاً عما تتركه الحركات الإرهابية المتطرفة التي صنعتها ودعمتها أمريكا و«إسرائيل» وبعض نواطير النفط والغاز.
إن «إسرائيل» عدو البشرية وتكرر عدوانها على سورية بشكل مباشر وعلى دول العالم بأساليب مختلفة لكن هذا الصلف العدواني لا يمكن أن يتم إلا بدعم وتحريض وتمويل أمريكي، وبالتالي فإن أي عدوان إسرائيلي هو عدوان أمريكي.. فالإرهاب الأمريكي والإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المتطرف كلها وجوه لعملة واحدة ومواجهة أي منها هي مواجهة لإرهاب يهدد البشرية.