استقالات المدربين!

ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرعة الاستغناء عن المدرب في بعض أنديتنا التي تلعب في الدوري الممتاز لكرة القدم، فلا تكاد تنتهي مرحلة من منافسات دورينا إلا وتتبعها ظاهرة إقالة أو استقالة المدرب، مع العلم أن المدرب هو ركن أساسي من أركان أي لعبة سواء كانت جماعية أم فردية، وهو العقل المدبر وعلى عاتقه يتم اختيار اللاعبين ومن ثم التوقيع على عقودهم المالية، لذا يجب عليه الاختيار الصحيح لهم ومن ثم تقع على عاتقه بعدها مسؤولية النتائج إيجابية كانت أم سلبية.
وندرك تماماً أنه في دورينا هناك سبعة فرق حافظت على مدربيها حتى اللحظة وهي الشرطة الذي سيحافظ على مدربه مهما كانت النتائج وجبلة وتشرين والطليعة والحرجلة والاتحاد والوثبة، وسبعة مثلها أقالت مدربيها وهي الجيش الذي غيّر المدرب 3 مرات والكرامة وعفرين والفتوة والنواعير والوحدة وحطين، حتى منتخبنا لم يسلم من التغيير فقد تعاقب على تدريبه 4 مدربين والنتيجة الخروج المخيب للآمال من التصفيات المونديالية وحلوله بالمركز الأخير في مجموعته.
ظاهرة التغيير أتت نتيجة الاختيار الخاطئ لشخص المدرب منذ البداية، فأغلب إدارات الأندية تجعل من المدرب شماعة لأخطائها الكثيرة فتقوم بإقالته كي تمتص غضب جماهيرها التي تشجعها وتساندها في الخسارة قبل الفوز، متناسين عدم اختياره الصحيح بداية من دون أي ضوابط أو معايير مع وجود خلل في بعض الإدارات وغياب الرقابة من الجهات المسؤولة عن اللعبة بشكل عام، ونحن كمتابعين وخبرات للعبة نتفق على أن كثرة التغيير ليست الحل الأمثل والأنجع لعلاج إخفاقات الفريق وكذلك ما هي النتائج، مع تأكيدنا أن لمسات كل مدرب لا تظهر مباشرة على الفريق بل تحتاج إلى مدة؟ وهنا السؤال المطروح لإدارات الأندية لماذا لا يعطى المدرب فترة ومن ثم تتم محاسبته؟ فهل مجرد خسارة أو اثنتين يجب التغيير؟.
لتغير إدارات الأندية عقليتها ولتضع الموازين والمقاييس والأسس السليمة لبناء فرقها بدءاً من اللاعب والمدرب حتى تحصل على النتائج المطلوبة مقرونة بالأداء المميز، فهل ستكون هذه المعادلة موجودة في أندية الأضواء، أم إن ظاهرة التغيير فقط تأتي من أجل الموضة ليس أكثر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار