غلاء العلف يتسبب بإغلاق أكثر من ١١٢ مدجنة في السويداء
بعد أن شهدت المادة العلفية ولاسيما خلال السنوات الثلاث الماضية تحليقاً كبيراً، بات مربو الدواجن في السويداء يبتعدون وبشكلٍ غير مسبوق عن متابعة “كار” تربية الدواجن والذي شهد تراجعاً ملحوظاً ولا يزال من جراء عزوف عدد كبير من المربين عنه، فالكثير من المداجن أغلقها أصحابها إلى غير رجعة.
إغلاق أبواب هذه المداجن عزاه المربون حسبما أشار بعضهم لـ”تشرين” إلى الارتفاعات المتتالية واللامتوقفة لأسعار المادة العلفية لدى القطاع الخاص وعدم توافرها بالشكل الأمثل لدى فرع مؤسسة الأعلاف في المحافظة، الأمر الذي أوقعهم في مطب الخسائر المالية التي أصبحت على ما يبدو اللغة الوحيدة لعمل المربين، خاصة بعد أن وصل سعر الطن الواحد من الصويا لدى السوق المحلية إلى نحو ٢.٩ ملايين ليرة، والذرة إلى ٢ مليون ليرة، والنخالة إلى حوالي مليون ليرة.
إضافة لذلك فقد أصبحت تكلفة الإنتاج تفوق بكثير سعر المبيع، فمثلاً يحتاج الفروج حسب أحد المربين خلال فترة تربيته إلى /٤/ كيلوغرامات علفاً أي بمقدار ١٠ آلاف ليرة، تضاف إليها أدوية بيطرية وفحم وكهرباء وأجور عمال وغيرها، علماً أن سعر مبيع كيلو الفروج حي من أرض المدجنة يبلغ ٦٨٠٠ ليرة وهذا يعني أن المربي أصبح يعمل بخسارة لا لبس فيها، وضمن معادلة الخسائر المتلاحقة باتت تربية الدواجن غير مجدية ولا تؤتي ثمارها.
ليضيفوا: من الأسباب الأخرى أيضاً عدم توافر مادة المازوت بالشكل الأمثل لتشغيل المولدات ما يرغم المربين على شرائها من السوق السوداء بسعر ٣٠٠٠ ليرة لليتر الواحد فضلاً عن عدم توافر المياه في مناطق وجود هذه المداجن لعدم وجود آبار ارتوازية ما يضطرهم -وأمام هذا الواقع- لشراء المياه بالصهاريج، إذ تبلغ النقلة الواحدة حدود ٣٠ ألف ليرة.
بدوره مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد قال: إن المحافظة تحتضن حوالي ٢٠٦ مداجن إضافة إلى وجود ٥٠ مدجنة غير مرخصة، وأضاف حامد: وبعد ارتفاع مستلزمات الإنتاج وتراجع القدرة الشرائية عند عدد كبير من المواطنين، بدأ عدد كبير من المربين يترددون بالعمل ضمن هذه المداجن، وهذا ما أدى إلى خروج حوالي ١١٢ مدجنة من الاستثمار، علماً أن عدد المداجن التي في طريقها إلى الإغلاق في تزايد مستمر.