من دون أي انتصار.. منتخبنا يدخل تاريخ التصفيات الآسيوية من بابه الضيق

توقفت عجلة منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم في التصفيات المونديالية المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022، وتوقف الحلم الذي تحلم به جماهيرنا المشجعة والمساندة لكل منتخباتنا في الخسارة قبل الفوز، لكن منتخب النسور افتقد هذه الحالة في مبارياته الأخيرة، بل عزفت روابط المشجعين عن التشجيع ولاسيما بعد الخسارات المتتالية التي تعرض لها، إضافة إلى الأداء الهزيل والمستوى الباهت الذي ظهر عليه كأن اللاعبين يلعبون لأول مرة في ملاعب آسيوية.

البداية من المعلول
تجب محاسبة الاتحاد السابق الذي تعاقد مع التونسي نبيل معلول بشروط عقد مجحفة جداً، بل تعامل مع الإعلام والجمهور بطريقة الغبن بإخفاء شروطه، وخاصة بقيمته والمكافآت ومكافأة التأهل للدور الثاني من خلال نقطة واحدة حققها من أصل تسع منها، بعد الفوز على المالديف وغوام والاختبار الحقيقي مع الصين وحينها كانت الخسارة ومفترق الطرق، ومع احترامنا لمنتخبي غوام والمالديف فليس لهما حساب على الخريطة الآسيوية، فالمنتخب من دون مدرب يفوز عليهما، والسؤال المطروح: لماذا 100 ألف دولار مكافأة لنقطة واحدة محققة؟ نترك الجواب للمعنيين.

4 مدربين في التصفيات
تعاقب على تدريب منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر 2022 أربعة مدربين بداية من المدرب الوطني فجر إبراهيم ليخلفه المدرب التونسي نبيل معلول ومن ثم العودة إلى المدرب الوطني نزار محروس وأخيراً الروماني تيتا فاليريو وهذا ما حوّل المنتخب إلى حقل تجارب حرفياً، حيث عمد كل مدرب إلى نسف التشكيلة التي اعتمدها سلفه والاعتماد على أسماء جديدة وهو ما أفقد الهوية الفنية للمنتخب فغاب الانسجام بين العناصر وبدا الترابط بين الخطوط مفقوداً وسادت العشوائية بأداء الفريق.

نجوم بالاسم ومغتربون دون المستوى المأمول
خيّب نجوم المنتخب الوطني الذين لمع نجمهم في التصفيات الماضية الآمال المعقودة عليهم على غرار عمر السومة وعمر خريبين ومحمود المواس فلم يظهروا بالمستوى المأمول بل شكلوا عبئاً على المنتخب في بعض الفترات وذلك رغم تألقهم مع أنديتهم في الفترة الماضية.
أما ملف اللاعبين المغتربين فقد كان ورقة دعائية استخدمها البعض لخدمة مصالحه الشخصية فلم تنجح لجنة اللاعبين المغتربين في استقدام سوى لاعب واحد هو عبد الرحمن الويس المحترف في الدوري اليوناني، أما باقي الأسماء التي “تم التطبيل والتزمير لها” على غرار خليل إلياس وبابلو صباغ وأيهم أوسو وبلال الحلبوني فلم يتم استقدام أي لاعب منهم، وكان آخر الأسماء المستدعاة ملهم بابولي المحترف في الدوري القطري (القسم الثاني)، حيث ظهر بمستوى متواضع خلال مباراتي كوريا الجنوبية والإمارات، ولعل النقطة المضيئة الوحيدة هي اللاعب أوليفر كاسكاو البالغ من العمر 20 سنة والذي يعد ورقة رابحة للمنتخب الوطني.

أخطاء إدارية فادحة وغياب المحاسبة
شكلت الأخطاء الإدارية الفادحة التي لا يمكن أن تحصل في أي مكان في هذا العالم عنواناً للمرحلة الماضية بدءاً من قضية ضياع جوازات السفر التي حرمتنا من جهود لاعبين مهمين في التصفيات وانتهاء بموضوع الكوادر “الخلبية” في صفوف المنتخب والتي لم يكن لها أي دور سوى “السياحة وشمّ الهوا” بين البلدان، ولعل ما زاد الطين بلّة هو غياب المحاسبة من السلطة الرياضية الأعلى وهي الاتحاد الرياضي العام الذي عمد إلى التكتم على أخطاء اتحاد كرة القدم السابق واللجنة المؤقتة وهو ما ساهم في عدم وضع حد لهذه الأخطاء بل فاقهما أيضاَ.

هل نستفيد من أخطاء الماضي؟
لاشك بأن الكرة السورية تعيش دوامة من الأخطاء المتكررة والمتشابهة على مدار عقود، فكل من يصل إلى رئاسة الاتحاد يقع في الأخطاء نفسها من التفرد بالقرار وعدم اعتماد مبدأ اللجان والعمل الجماعي، والرضوخ لضغوط وسائل التواصل الاجتماعي بحلّ جهاز فني واستقدام آخر، لذلك فإن الفترة القادمة هي فترة مفصلية في كرة القدم السورية تتطلب إعطاء الفرصة لوجوه جديدة والابتعاد عن “النرجسية” في العمل والسعي لتحقيق مجد شخصي، والعمل على إيجاد حلول جذرية لكرتنا المريضة، والأهم هو عدم رفع مستوى سقف الطموحات وإطلاق التصريحات الرنانة التي سرعان ما تذهب أدراج الرياح في أول استحقاق رسمي.

اللجنة المؤقتة تقيل الجهازين الفني والإداري
قررت اللجنة المؤقتة للاتحاد العربي السوري لكرة القدم وبعد التشاور بين أعضائها حلّ الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني الأول لعدم إظهار الجدية المطلوبة في القيام بالمهام المنوطة به وإقالة الجهاز الفني للمنتخب الأول وذلك بسبب فشله في تقديم الإضافة المرجوة لمنتخبنا الذي تعرّض للخسارة أمام كل من الإمارات وكوريا الجنوبية وودّع تصفيات كأس العالم بشكل رسمي، على أن يتم الإعلان عن تعيين كادر إداري وفني جديد لاحقاً لاستكمال الجولتين الأخيرتين من التصفيات أمام كل من لبنان والعراق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار