المخفي – مفضوح..!
لم يعد لدينا ما نخفيه, أو أمور لم تظهر للعيان, ولا حتى أمور نتظاهر بها من بحبوحة العيش والرضا في الأداء على مستوى الفرد , أو المؤسسات وغيرها, لأسباب كثيرة أهمها وأجزم- أن لا أحد يختلف معي- أن الأزمة الحالية وتكالب الدول الاستعمارية لسرقة خيرات بلدنا , وحربها الظالمة وعقوباتها الجائرة هي سبب معاناتنا أفراداً ودولة في تأمين أبسط وسائل المعيشة من خبز وغاز ومازوت وكهرباء وغيرها من مستلزمات المعيشة البسيطة ..!
لكن لا ننسى ما كشفته سنوات الأزمة من وجود الكثير من التجار ضعاف النفوس الذين يتلاعبون بقوت المواطن اليومي, وكشف هشاشة الجهاز الرقابي أمام ما يحصل من اعتداءات وسرقة للمواطن بصورة يومية, رغم ما يقوم به هذا الجهاز من نشاط وقمع للمخالفات لكنها لم تصل إلى حجم ما يحصل, ولم يجارها من حيث الكم ولا النوعية, و مازال هناك الكثير من التجار يسرحون ويمرحون في مخالفاتهم بدليل ما يضبط منهم ومعرفتهم, لكن ما مصير الذين لم يضبطوا بعد و مئات المخالفات في الأسواق ..!؟
فالأزمة التي نعيشها كشفت الكثير من المستور والمخفي من عمليات التواطؤ ما بين ضعاف النفوس من تجارنا, وبين ضعاف النفوس من رقابتنا على تنوعها واختلافها, وهنا لا أحدد رقابة بعينها, بدليل أن المخالفات المتكررة, والأسعار المجنونة, ناهيك بمواد مجهولة المصدر , وما أدراك عن جودتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري, وكل هذا التعاون يعلم أهله أنه مستور ومخفي وغير معلوم, إلا أن ما يحدث في السوق كشف المستور, ولم يعد مستوراً, بل هو مفضوح, والمشكلة أنه أصبح معلوماً والمفاخرة فيه أمام الجميع, حيث ضاعت أمامه كل القيم الأخلاقية بدليل استمرار الغش بالمواد الغذائية, وخاصة أغذية الأطفال والتلاعب بالأسعار وجودة المنتجات, وكثرة تجارها وغير ذلك من حالات السرقة للمواطن ومن يتعاون معهم من أهل الخبرة والدراية في فنون الغش و حسابات الجشع والطمع في رزق الآخرين وهؤلاء موجودون في كل القطاعات والحق إن قلنا: نحتاج معالجة تقضي على الظاهر قبل المستور, وإلى أن تأتي هذه المعالجة ما مصيرنا نحن أصحاب الدخل المقهور…!
Issa.samy68@gmail.com