يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يستطيعون السيطرة على العالم والتحكم بقرارات الدول والتلاعب بالرأي العام من خلال الأكاذيب والعقوبات والتهديدات والقفز فوق قواعد القانون الدولي.
لكن وقائع الأمور تبين عكس ذلك؛ فقد أعلن الرئيس الأمريكي السابق ترامب أن “داعش” انتهى بعد سقوط الباغوز عام 2019 ووعد الأمريكيين بسحب القوات الأمريكية من سورية لكن هجوم “داعش” على سجن الصناعة في الحسكة هذا الأسبوع وتدخل الطيران الأمريكي لقصف المنشأة المدنية في الحسكة وتهجير آلاف العائلات من حي غويران وغيره من أحياء بحجة ملاحقة إرهابيي داعش يثبت أن أمريكا تستثمر بالإرهاب…تعلن انتهاءه وتبالغ في أخطاره وفقاً لمصالحها التي لا تنتعش إلا بالتنسيق مع الإرهاب الدولي ومع عملائها وحلفائها، حيث تشير تصريحات ميليشيات” قسد” إلى أن العناصر التي هاجمت السجن قد انطلقت من المناطق التي تحتلها تركيا صديقة الأمريكان والعضو في حلف الناتو فيما تشير مصادر أخرى إلى أن بعض المهاجمين الدواعش قد تسللوا من المناطق المحيطة بالقاعدة الأمريكية غير الشرعية في التنف تماماً، كما في معظم عمليات داعش التي استهدفت المدنيين وقوافل المحروقات ومركبات نقل المواطنين في محافظتي الرقة ودير الزور خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وما تفعله أمريكا في سورية لإنعاش داعش فعلته سابقاً في العراق بعد غزوه في عام 2003 وأسست تنظيم داعش الذي تدعي محاربته الآن وفعلت ذلك في أفغانستان عندما تركتها لإرهابيي طالبان وفلول القاعدة وفعلته أيضاً عندما سحبت قواتها من المناطق التي غزتها تركيا وهجرت ولا تزال تهجر وتقتل وتهدم المدن التي وعدت أمريكا الانفصاليين أن تكون آمنة تحت إدارتهم …وهي اليوم تنصب جسراً جوياً لمد أوكرانيا بالأسلحة بحجة مواجهة الغزو الروسي المزعوم وتهدد روسيا ورئيسها بالعقوبات إن قامت” بغزو أوكرانيا “حسب وصفها ..ولا يستبعد أن تنقل إرهابيين مع شحنات الأسلحة لزيادة التوتر في أوكرانيا وممارسة المزيد من الاستفزازات ضد روسيا.
لقد باتت الأكاذيب الأمريكية مكشوفة للجميع وتحالفها مع الإرهاب وتصنيعه ونقله من مكان لآخر والاختباء وراء الأكاذيب والتهديد بالعقوبات ما هو إلا استمرار للاستهتار الأمريكي بالأمن والسلم الدوليين، وهذا ما يجعل الوضع كقنبلة موقوتة في مناطق متعددة من الكرة الأرضية.