واقع الكهرباء في بلدة (السبينة) من سيئ إلى أسوأ مدير «كهرباء» ريف دمشق لـ«تشرين»: المنظومة الكهربائية بحاجة تأهيل.. وحل مؤقت محطة الميدان «2»
مازال سكان بلدة السبينة في محافظة ريف دمشق ينتظرون بفارغ الصبر تحقيق الوعود الكثيرة التي تلقوها من المعنيين في «الكهرباء» بأكثر من مناسبة بتحسين واقع التغذية الكهربائية في البلدة، لكن للأسف وعلى أرض الواقع فوضع التغذية الكهربائية يسير في كل يوم من سيئ إلى أسوأ، ولغاية اللحظة مازالت البلدة تئن تحت وطأة الارتفاع الكبير في ساعات التقنين القاسية جداً وفي كثير من الأحيان تتحول ساعات تقنين الكهرباء وغيابها إلى أيام عدة.
ويشير أهالي البلدة في شكواهم التي أرسلوها إلى صحيفة «تشرين» بأنهم سئموا من كثرة الوعود «الخلبية» التي أطلقها لهم المعنيون في «الكهرباء» وعلى مدار الأشهر الطويلة الماضية بأن تحسن واقع الكهرباء في البلدة بات قريباً، ولكن إلى غاية اللحظة لم يتحقق شيئ من تلك الوعود فساعات تقنين الكهرباء بازدياد كبير وفي كثير من الأحيان تتجاوز فترة التقنين 30 ساعة متواصلة، وعند انتهاء فترة التقنين تلك تعود التغذية الكهربائية إليهم وعلى مضض إذ لا تتجاوز فترة الوصل نصف الساعة تتخللها انقطاعات كثيرة ومتتالية، علماً أن غياب الكهرباء عن منازلهم لهذه الأوقات الطويلة جداً انعكس سلباً على الكثير من جوانب حياتهم المعيشية اليومية إذ لا تكفي هذه الدقائق المعدودة من التغذية الكهربائية لشحن بطاريات الإضاءة، هذا ناهيك بعدم تمكنهم من تعبئة خزانات المياه نتيجة تقنين الكهرباء القاسي، ما يضطرهم لشراء المياه عبر الصهاريج الجوالة وبأسعار مرتفعة جداً.
ويطالب سكانُ البلدة المعنيين في «الكهرباء» بعدالة التقنين وضرورة إيجاد حلٍّ إسعافي لمعاناتهم وأضعف الإيمان بأن تتم تغذية البلدة بالكهرباء ولو لثلاث ساعات خلال اليوم أسوة ببقية بلدات محافظة ريف دمشق.
ويشير السكان في شكواهم إلى أن ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء في البلدة شجعت عدداً من ضعاف النفوس على العبث والتعدي على مكونات المنظومة الكهربائية إذ انتشرت ظاهرة سرقة الأكبال من مراكز التحويل الكهربائية وخاصة في أحياء شمال النهر، وما شجع ضعاف النفوس على فعلتهم تلك هو أن معظم صناديق المراكز مفتوحة من دون وجود أقفال ورغم انتشار هذه الظاهرة لم يجد المعنيون في «الكهرباء» حلاً لمنع التعدي على تلك المراكز رغم المطالبات الكثيرة التي طالب بها السكان بوضع أقفال لتلك المراكز.
وفي رده على شكاوى أهالي البلدة أوضح مدير عام شركة كهرباء ريف دمشق المهندس بسام المصري لـ«تشرين» بأن ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء في بلدة السبينة لها عدة أسباب وفي مقدمتها بأن المنظومة الكهربائية المغذية للبلدة تحتاج في قسمها الكبير لإعادة تأهيل وإعادة إعمار، إذ تعرضت تلك المنظومة لتخريب كبير من التنظيمات الإرهابية التي كانت تسيطر على البلدة، إضافة إلى ذلك فإن مراكز التحويل الكهربائية في البلدة تشهد ارتفاعاً كبيراً بالحمولات ناهيك بوجود مشاكل بخطوط التوتر المتوسط.
وتوقع المصري بأن يتحسن واقع التغذية الكهربائية في البلدة بأقرب وقت ممكن إذ سيتم قريباً تزويد البلدة بمخرج كهربائي سيتم إحداثه من محطة الميدان «2»، مضيفاً : تمكنت ورشات الكهرباء من وضع المحطة المذكورة بالخدمة بعد إجراء صيانات لها، منوهاً بأن المخرج الكهربائي الذي ستزود به البلدة سيضيف «250» أمبيراً من الطاقة الكهربائية للبلدة وسيخفف من الأحمال الكهربائية.
وعن موضوع انتشار ظاهرة سرقة مكونات مراكز التحويل الكهربائية ووجود إهمال فيها، أجاب المصري: هناك تعدٍ كبير من ضعاف النفوس على العديد من مراكز التحويل ومكوناتها والذين يقومون بشكل ممنهج بخلع الأقفال بهدف السرقة، لافتاً إلى أن ذلك الأمر من الصعوبات التي تواجه عمل ورشات الكهرباء، آملاً من الأهالي ضرورة التعاون مع «الكهرباء» والإبلاغ عن تلك التعديات.
من جهته لم ينكر رئيس بلدية السبينة هيثم منصور تردي واقع التغذية الكهربائية في البلدة، لافتاً إلى أن ارتفاع ساعات تقنين الكهرباء الذي تشهده البلدة والتي يقطنها ما يزيد على مئة ألف نسمة ينعكس على واقع ضخ المياه، إذ يضطر الكثير من سكان البلدة لشراء المياه عبر الصهاريج وبأسعار مرتفعة ما يزيد الأعباء المادية على الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة، مؤكداً أنه يتم التواصل بشكل دائم مع المعنيين في «الكهرباء» الذين تقدموا بوعود كثيرة بتحسين واقع التغذية الكهربائية في البلدة ، وكان آخر تلك الوعود ، تزويد البلدة بثلاثة مخارج كهربائية من محطة الميدان «2» وإلى غاية الآن ونحن ننتظر الوفاء بتلك الوعود.