ما حصل في الحسكة جرائم تستحق المساءلة
على نحو غير مفاجئ، تفجرت الأوضاع في حي غويران ، في الحسكة، هذا الحي الخاضع لسيطرة ميليشيات “قسد ” ما تسبب بنزوح المئات من الأسر في هذه الأجواء الباردة ، وهو الأمر الذي ألقى أعباء إضافية على دوائر الدولة السورية وأجهزتها حيث سارعت الى إيواء وتقديم ما أمكن لإغاثة هذه الأسر، رغم إجراءات التضييق التي تستخدمها عناصر الميليشيات هناك ..
تدخل ما يسمى “قوات التحالف ” لمصلحة “قسد ” وتسخين الأجواء ، وقصفه للبنى التحتية والمنشآت الحكومية السورية الخاضعة لسيطرة الميليشيات تسبب هو الآخر بتدمير كبير للمنشآت حيث أبيدت أبنية عن بكرة أبيها .
كل ما حصل خلال الساعات الـ 24 الماضية يحمل علامات الاستفهام وتبقى الأسئلة معلقة بشأن الهدف والتوقيت والنتائج، لكن القراءات الأولية لما حصل تؤكد أن الهدف هو محاولة ميليشيا “قسد ” إعادة خلط الأوراق والتذكير بوجودها ومحاولة تكريس سيطرتها وتسويقه لدى الراعي الأميركي .
لقد أظهرت الصور من داخل سجن الصناعة في حي غويران شمال مدينة الحسكة هروب عدد من معتقلتي تنظيم «داعش» الإرهابي من السجن متنكرين بزي عنصر ميليشيا “قسد ” المرتبطة بالاحتلال الأميركي، الأمر الذي يبين أن معتقلي تنظيم «داعش» الإرهابي يمتلكون داخل سجن الصناعة أحدث أجهزة الاتصال ، وهم على اتصال وتنسيق مع قادتهم في الخارج ، ما يعني أن كل ما حصل ما هو إلّا مسرحية سمجة الهدف منها إعادة خلط الأوراق في تلك المنطقة ، على عكس ما يروج البعض لناحية حصول استعصاء في السجن المذكور .
موجات نزوح كبيرة ، من حي غويران ، وهذا ما تريده وتسعى إليه الميليشيات العملية ، ما يؤكد أن ثمة مسرحية قذرة بين هذه العصابات و “داعش ” للخدمات الإرهابية هدفها إرهاب وتهجير أهلنا في الحسكة وإخلاء حي غويران ومحيطه من أهله، يضاف إلى ذلك، حقد هذه العصابات ومحاولة الانتقام من أبناء حي غويران فهؤلاء مع غيرهم من أبناء الجزيرة دكوا معاقل هذه العصابات قبل ولادة «داعش» في الجزيرة السورية، وقبل أن يقرر الأمريكيون انتعال هذه الجماعات وهي حقيقة يجب عدم القفز فوقها.
الهدف الرئيس من هذه المسرحية القبيحة التي يدفع ثمنها أهلنا الأبرياء والعزل من كل مكونات الجزيرة، إقناع البعض بضرورة وجود “قسد ” وأهميتها ، لذلك تم توجيه هذه الميليشيا لافتعال الأمر على نحو ما شاهدنا ، وقد كانت وزارة الدفاع الروسية دقيقة في تحذيرها من أن إشراك القوات الجوية الأمريكية في عمليات القضاء على الإرهابيين الفارين من سجن في مدينة الحسكة قد يؤدي إلى مقتل مدنيين، وهذا ما حصل وهو ما يستحق الإدانة والمساءلة .
للأمريكيين مسرحياتهم في العراق و سورية، من البادية السورية حيث يتحرك تنظيم« داعش»، إلى الحسكة في التفجيرات التي تمت لتهريب خمسة آلاف داعشي إلى العراق وهجمات ديالى واستشهاد أحد عشر عسكرياً عراقياً، الفاعل الحقيقي هي الولايات المتحدة واستخباراتها، لتثبيت وجودها في الممرات البرية كتهديد مستمر.
ومن هذا المنطلق فإن الجرائم التي ارتبكت بحق السكان الآمنين والبنى التحتية في الحسكة بالأمس هي مسؤولية الجماعات المسيطرة على تلك المنطق وراعيها الأمريكي.. ما جرى في سجن الصناعة في الحسكة يتجاوز الخرق الأمني..علينا أن نتذكر دوماً أن الأميركيين يتذرعون بمكافحة «داعش» كمبرر لتواجدهم في سورية.. هدف لا بدّ من العمل عليه باستمرار.. في ذلك الاستثمار الفاضح للأسف لا قيمة لتدمير كليات جامعية ولا لتهجير آلاف المدنيين ..