“فاسيلوبيتا”… تقليدٌ يجمع اليونانيين في كل أرجاء الدنيا!
يعدّ يوم رأس السنة الشرقية مناسبة سنوية يجتمع فيها اليونانيون في كل العالم حول تقليد قديم يعدّون فيه فطيرة الـ”فاسيلوبيتا” التي يُخبِّئون فيها قطعة نقدية ذهبية يأخذها صاحب الحظ السعيد الذي يرافقه طوال العام.
من هنا احتفلت الجالية اليونانية في دمشق بهذه المناسبة بحضور السفير “نيقولاوس بروتونوتاريوس” القائم بأعمال السفارة اليونانية بدمشق، والذي وزّع الفطيرة على الجميع بعد أن استمعوا لترانيم وأناشيد وأغانٍ متنوعة تعبر عن المناسبة أدّتها “جوقة القديس أغناطيوس الأنطاكي” بقيادة الأستاذ إلياس زيّات باللغات العربية واليونانية والإنكليزية.
عن هذا التقليد يقول لـ”تشرين” السيد حبيب صالومة رئيس الجالية اليونانية بدمشق: حافظت الجالية اليونانية في دمشق عبر الزمن على هذه العادة المتوارثة منذ أيام القديس “باسيليوس الكبير” الذي كان مشهوراً بأعماله الخيرية ونشاطه الدؤوب في الدفاع عن الفقراء الذين أراد أن يعطيهم هباتٍ من دون أن يحرجهم، فطلب من النسوة أن تصنعن عدداً من فطائر العيد وتضعن في كل واحدة منها قطعة من الذهب وتوزع على المحتاجين ليستمر هذا التقليد حتى يومنا هذا، وقد جرت العادة في هذا العيد أن تقطّع وتوزّع الـ”فاسيلوبيتا” على المؤمنين في القداس الإلهي في رأس السنة والتي يصادف فيها عيد القديس فسُميت الفطيرة على اسمه.
ويتابع صالومة قائلاً: وقد اعتاد يونانيو دمشق على تقليد الـ”كالاندا” المرافق لفطيرة الـ”فاسيلوبيتا” حيث يقوم رئيس الجالية وأعضاء الجمعية الخيرية اليونانية برفقة بعض الأطفال الذين يحملون مثلثاً معدنياً يطرقون عليه فيزورون بيوت جميع اليونانيين في دمشق لمعايدتهم وجمع التبرعات ابتداءً من منزل السفير وحتى آخر منزل يقطنونه في دمشق ويعدّونها مناسبة لتبادل الهدايا والهبات، وفي وقتنا الحالي يجتمع يونانيو دمشق في مقر الجالية للاحتفال بهذه المناسبة ليقطعها السفير ويوزعها على الحضور ونبارك جميعاً لصاحب الحظ السعيد التي تكون القطعة الذهبية من نصيبه وتكون له فألاً حسناً طوال العام، وليبقى هذا التقليد مجرد مناسبة تجمع جالياتنا المنتشرة في أنحاء العالم على تعدد الروايات والدلالات والرموز التي يذكرها التقليد اليوناني المتوارث منها أنّ هذه الكعكة أو الفطيرة هدية من الله، أما قطعة العملة الذهبية فهي علامة على مصير وضعف الإنسان من المستقبل المجهول وهي تضاف إلى بعض الممارسات القديمة السائدة في رأس السنة حتى اليوم كتعليق الرمان أو البصل على باب المنزل الأمامي، وإقامة المهرجانات والألعاب النارية كذلك يستمر تقليد “أوراق اللعب” و”ألعاب الطاولة” و”الزهر” حتى ساعات الصباح الباكر.