يتوقع المراقبون أن تكون القمة العربية القادمة التي تستضيفها الجزائر في شهر آذار القادم نقطة انعطاف مهمة للعلاقات العربية- العربية في ضوء التصريحات التي تؤكد ضرورة مشاركة سورية في هذه القمة.
وللتذكير نقول إن الجزائر وقبل عشر سنوات ونيف عارضت القرار الأمريكي الذي تم بواجهة أعرابية بحرمان سورية من مقعدها في الجامعة لأسباب في نفس الأمريكان، ليكون ذلك الإجراء بداية مخزية للتشرذم العربي، خاصة أن العالم أجمع يعلم أن سورية هي من الدول المؤسسة للجامعة وأنها كانت صمام الأمان والمعارضة القوية لأي مشروع قرار يمكن أن يؤثر سلباً على مصالح العرب.
لقد تحملت سورية الكثير من المعاناة بسبب تبني بعض الأعراب للأهداف الأمريكية وإشعال حروب عربية- عربية وإلى نشر الإرهاب في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وإلى امتصاص وسرقة الاحتياطات النفطية والنقدية لدول الخليج والسعودية تحت حجج واهية، لكنها مع ذلك تعتبر أن تجاوز تلك المرحلة ضرورة وجودية للعرب والأمن الإقليمي الذي يعيش أسوأ ظروفه، والذي أدى إلى انعكاسات سياسية واقتصادية وأمنية خطيرة بدأت تتلمسها الدول التي شاركت في تنفيذ المخطط الأمريكي- الصهيوني منذ بداية إشعال هشيم ما يسمى “الربيع العربي” الذي حمل شعارات براقة وأخفى ما يمكن أن يتمخض عنه من معاناة لدول وشعوب المنطقة.
إن عودة سورية للجامعة إن تم فعلاً سيكون مؤشراً على انعطافة حقيقية للعمل العربي المشترك وسوف يحقق الفائدة للجميع، وإلا فإن غيابها عن القمة سيمثل استمراراً للخسارة السياسية والاقتصادية والإنسانية التي لم تعد مقبولة على الصعيد الشعبي (على الأقل).
إن عقد القمة العربية القادمة في موعدها ومكانها والتحضير لها بشكل جيد بعيداً عن الإملاءات الأمريكية وبمشاركة سورية بات أمراً لمعظم الشرفاء العرب لأن سورية، وكما يصفها الجميع، تمثل قلب الأمة وضميرها الذي لا يقبل ما وصلت إليه الأمور وعلى كافة الصعد.