مؤتمرات عمالية
مؤتمرات سنوية لاتحادات نقابات عمال المحافظات تعقد ويتصدر فيها الشأن المعيشي لائحة المطالب العمالية وقليل مما يمكن لأي عامل في أصقاع الدنيا أن يحصل عليه من دون مطالبات نسمعها منذ سنوات ولا تزال تتكرر في كل عام وكأنما عجلة الحياة توقفت عند النداء الأول في المؤتمر الأول ! .
لا نعلم حقيقة… كيف يتدبر العاملون أمور حياتهم و التضخم والغلاء يقضمان كل المكتسبات العمالية بدءاً من الترفيعات وانتهاء بما يسمى إيصال اللباس أو الوجبة الغذائية وقيمتهما لم تعد تسمن أو تغني من فقر أصبح سمة أصحاب الدخل المحدود .
إن الاعتراف بالتضخم وحقوق الطبقة العاملة كاملة لن يغير من المعادلة شيئاً، وسواء جاءت متممات الرواتب كاملة أم منقوصة فإن الوعود لن تضع على المائدة طعاماً شهياً وصحياً مادامت وزارة المالية لا تزال تضع في حسبانها المزيد من الضرائب وأهمها ضريبة الدخل لتعويض نقص لن يتم ترميمه من هذا الأمر في الأصل .
أياً كانت التبريرات فإن مكاشفة حقيقية يجب أن تطلع عليها تلك الطبقة التي عقدت العزم في هذا العام أن تجعل من العمل أملاً بغدٍ مشرق لسورية المتجددة ، كما يفترض ألا تأتي الوعود من أشخاص بعيدين عن معاناة الناس أو أمام عمال أصبحت وسائط النقل العامة هاجساً جديداً يضاف إلى همومهم التي تؤرق الراتب الهزيل .
أسئلة محقة يفترض بالجهة صاحبة الشأن أن تجد لها أجوبة مقنعة يتعلق بعضها بمصير عمال انتظروا سنوات طويلة ليتم تثبيتهم وتلقوا وعوداً كثيرة بهذا الأمر وجاءت المسابقة المركزية مقوّضة لآمالهم وخاصة أن الكثيرين تجاوزوا السن القانونية للتقديم .
على الرغم من قناعتي بأن الأصوات الخافتة لن تجد آذاناً مصغية إلا أن المؤتمرات العمالية لا تزال أملاً يحدو المتمسكين بمؤسساتهم العامة أن الغد سيكون أفضل حتى وإن كان يشوب الأفقَ دخانٌ أسود لا يعرف مداه .