من المسؤول؟
ما يجري في رياضتنا من أخطاء إدارية قاتلة نتيجة الجهل ببعض القوانين، تجعل ألعابنا تدفع الثمن باهظاً محلياً وخارجياً، فلا ينقص اتحاد الكرة رغم خسارته الفادحة التي وقعت من الشرط الجزائي لمدرب منتخبنا السابق التونسي نبيل معلول، والتي تكلف من خلالها مئات آلاف الدولارات، حتى تأتي قبل أيام عقوبة مالية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بلغت 10 آلاف دولار من جراء تصرف أحد مدربينا في بطولة غرب آسيا للناشئين نتيجة تهجمه على لاعب الخصم( اليمن)، وما يجري في اتحاد كرة القدم يجري أيضاً في اتحاد كرة اليد الذي وجه الاتحاد الدولي لكرة اليد إنذاراً شديد اللهجة للجنة الأولمبية السورية نتيجة حل اتحاد كرة اليد، والذي حسب القوانين والأنظمة لا يجوز حلّ اتحاد منتخب من كوادره بتدخل مباشر من القيادة الرياضية التي اتخذت القرار من دون علمها بهذه القوانين والتنسيق مع الاتحاد الدولي في هذا الشأن، ما أوقع قيادتنا الرياضية في موقف محرج كانت في غنى عنه .
ولعلّ ما يحصل حالياً من مشاحنات في اتحادات أخرى، كما هو الآن في اتحاد كرة الطاولة بشأن مناصب خارجية عربية وآسيوية والتلويح باستقالات بعض الأعضاء قد يوصلنا الأمر أيضاً إلى أمور قد لا تسرّ الخاطر وقد توقعنا أيضاً بالمحظور.
أما بشأن أنديتنا والتجاوزات الحاصلة فيها فحدّث ولا حرج لأن معظمها واقع في أخطاء إدارية، وضائقة مالية صعبة، و يكاد لايمرّ يوم إلا ونسمع أن هذا النادي أو ذاك غير قادر على تأمين وسائط نقل لفرقه الرياضية وخاصة التي لها دوري، في الوقت التي تكثر فيه وجود أندية خاصة، وأكاديميات خاصة لألعاب مختلفة، وتحت مسميات شتى، ويشرف عليها إداريون ولاعبون وأبطال رياضيون، وبأسعار مرتفعة لا طاقة لأصحاب الدخل المحدود عليها في حال فكّروا بارتيادها أو تعليم أبنائهم الرياضة المفضلة لهم .
وهنا نتساءل: ماذا تبقى من رياضتنا كألعاب.. وأين نحن من البطل الأولمبي الذي هو واجب القيادة الرياضية العمل على إيجاده بدلاً من البطل «الطفرة » الذي يظهر كل عشر سنوات نتيجة انعدام التخطيط الممنهج والمدروس المبني على أسس علمية صحيحة يقودنا بالفعل إلى صنع أبطال أولمبيين قادرين على تحقيق المنافسة والاقتراب من منصات التتويج العربية والقارية والأولمبية والعالمية.