أين وزارة الثقافة من حالة “المسرحي فرحان بلبل” الصحيّة؟
نادراً ما يحظى بعض المبدعين خارج العواصم باهتمام كافٍ من قبل الهيئات الثقافية، سواء بتقدير جهده الإبداعي أو الاهتمام بشخصه حين يصيبه مكروه ما ، أو تلمّ به وعكة صحية قاسية, وهذا ما ناب الكاتب والمخرج والباحث المسرحي فرحان بلبل، فمنذ أكثر من شهرين أجبرته حالته الصحية على الدخول إلى المستشفى بشكل إسعافي، ثم تداخلت حالته وتضاعفت ما اضطره للدخول للمستشفى مرتين أخريين، وكل مرة يقيم أكثر من عشرة أيام للاستشفاء، وحالته لم تنتهِ بعد ولم يتعافَ، ما يعني كثرة المصاريف إلى حدٍّ فوق الاحتمال، ولا تزال حالته تتطلب المزيد من الأدوية والمصاريف العلاجية في المنزل كمتابعة باتت فوق قدرات أسرته متابعتها في المستشفى برغم ضرورتها. والمسرحي فرحان بلبل مدرّس متقاعد منذ فترة بعيدة فهو مواليد 1937 ما يعني أن راتبه التقاعدي مقدد على الآخر، وهو أيضاً متقاعد من اتحاد الكتّاب فليس له أي ضمان صحي.
فهل يعقل أن يصل مثل هذا المسرحي لحالة العوز التي قد يصل إليها أي مبدع مهما ساعده الأبناء؟, فارتفاع مصاريف المستشفى والأدوية فوق الاحتمال، وهل لم تعرف وزارة الثقافة أو اتحاد الكتّاب العرب بحال المبدع المسرحي فرحان بلبل فتقدمان له المساعدة اللازمة؟.
أعرف أن وزارة الثقافة لا تقصّر عادة ولا وزارة الإعلام أيضاً، إذ أنني أذكر كمتابع أنه في عام 2008 ساهمتا بشكل فاعل في دفع مصاريف علاج بعض المبدعين في دمشق، ومنهم الشاعر الفلسطيني الراحل أحمد دحبور الذي كان يعيش في سورية، إذ اضطرته ظروفه الصحية أن يدخل في ذلك العام إلى مستشفى الأسد الجامعي عقب وعكة صحية دهمته خلال تأبين الشاعر الراحل محمود درويش.
فإن كنا نهتم بالأصدقاء العرب والراحل دحبور مثالاً, وإن كان سورياً بامتياز نظراً لعيشه فترة طويلة من حياته في حمص ودمشق، فهل يمكن أن نهتم به ولا نهتم بمبدع سوري كفرحان بلبل, وهو الذي أنجز كتباً عدة في حقل الإبداع المسرحي كنصوص مسرحية أو أبحاث نقدية في المسرح، ناهيك بتدرّيسه الإلقاء في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق أكثر من عشر سنوات, كما ساهم في تأسيس فرقة المسرح العمالي في حمص وترأس إدارتها وأخرج لها معظم عروضها منذ عام 1973 حتى عام 2010 , وأنحز حتى الآن أكثر من ثلاثين نصاً مسرحياً للكبار وللأطفال، وأكثر من 15 كتاباً نقدياً، وكرّمته مهرجانات عربية وسورية وشارك في لجان تحكيم مهرجانات عربية عدة، كما ترأس لدورة انتخابية واحدة نقابة الفنانين في حمص.
وهل يعقل أن يظل هذا المسرحي الذي ساهم بنشر الثقافة المسرحية في طول البلاد وعرضها، من خلال عروض فرقة المسرح العمالي وهي الفرقة الأطول عمراً في سورية، هل يعقل أن يظل محتاجاً لمصاريف علاجية من دون أن نسمع أن هيئة ما، كوزارة الثقافة أو اتحاد الكتّاب، قد بادرت للمساعدة؟! ألا يفترض أن يكون ثمة صندوق خاص لما قد تصل إليه حالة المبدعين الصحية في سورية؟ مهمة هذا الصندوق تقديم المساعدة من دون طلب من المريض نفسه، وذلك بوساطة أحد الأشخاص في المركز الثقافي تكون مهمته إبلاغ الوزارة بمرض المبدعين الكبار الذين هم رموز ثقافية قدموا الكثير من النتاج الثقافي، وللأجيال القادمة. و انطلاقاً من واجب الهيئات مساندتهم في أزماتهم الصحية نتوجه للسيدة وزيرة الثقافة وكلنا رجاء الاهتمام بحالة المبدع فرحان بلبل الصحية على أمل أن تتضافر جهودها مع جهود رئيس اتحاد الكتّاب العرب مع جهود الكادر الطبي بالشفاء التام للمسرحي بلبل.