خمسة مليارات ليرة قيمة الأعلاف المفقودة من مستودع الفرقلس!
لا أحد يعلم سبب التقصير في ضبط أمور المستودعات في محافظة حمص بشكل عام، وآخرها فقدان ما قيمته نحو خمسة مليارات ليرة, ولماذا لم يتم الحجز على أمين المستودع احتياطياً, ريثما تتكشف خيوط النقص الكبير قبل هربه خاصة أن كتباً بهذا الخصوص أرسلت قبلاً خاطب فيها اتحاد نقابات عمال حمص الجهات المعنية بعد إعلامه عن طريق اللجنة النقابية في فرع أعلاف حمص بوجود نقص كبير في المخزون مقارنة بالأرقام بعد تشكيل لجنة جرد للتأكد من واقع التخزين، وأشار الكتاب رقم 110 تاريخ 8/12/2021 إلى أن الدلائل تشير إلى نقص متراكم منذ سنوات قد يصل إلى مليارات الليرات, والمشكلة أن طول المدة للجرد تتيح الفرصة للمتهمين بمغادرة الأراضي السورية, وعلى رأسهم رئيس المركز المهندس (أحمد- ع) وأمين المستودع (عثمان خلف) واقترح الاتحاد إعلام الجهات ذات الصلاحيات للحيلولة دون سفر كل من له علاقة بهذا الأمر, ويبدو أن هذا الكتاب لم يلقَ أذناً مصغية إلا بعد فوات الأوان حيث (هرب من هرب) كما في المثل العامي .
المهندس حسين إبراهيم المكلف حديثاً لإدارة فرع المؤسسة العامة للأعلاف في حمص وفي تصريح لـ«تشرين» قال: إن قيمة النقص الإجمالي لمستودع الفرقلس هي أربعة مليارات و655 مليوناً و146 ألف ليرة، وأن نقص مادة النخالة (عراء) هو الأكبر وتبلغ قيمته 3 مليارات و27 مليوناً و905 آلاف, ولدى سؤاله عن سبب التراخي في مراقبة المخزون قال: وفقاً للتعليمات الخاصة بالمؤسسة يتم الجرد السنوي للكميات التي تقل عن 200 طن, وكانت الكميات في المستودع المذكور تفوق ذلك بكثير وفي الجرد يجب أن يكون الرصيد دون 50 طناً, والمخزون كبير جداً أيضاً لا يمكن جرده بسهولة منوهاً بأن تكاليف الجرد كبيرة أيضاً (إلا إذا حدث طارئ ) كما في هذه الحالة تماماً .
وعن سبب وجود كميات كبيرة جداً في مركز الفرقلس في حين أن الرصيد في مستودعات أخرى تابعة للفرع تقارب الصفر قال : إن المركز مفتوح على البادية، وكان للفرع مركزان في تدمر والسخنة, واليوم هو الأقرب لمربي الأغنام في البادية مع ملاحظة عدم وجود مربي أغنام في مناطق غرب حمص, ونوه بأن أمين المستودع كان يقوم بتسليم ثمن (مبيعات ) بشكل نظامي, والتحقيق اليوم سيكشف أين ذهب النقص, والذي يشير إلى سرقة من دون أدنى شك .
لجنة الجرد أشارت إلى تخزين نخالة المستودع بطريقة تضليل المشاهد حيث كانت المادة الظاهرة للعيان ممتلئة ومرتفعة بينما كانت المخزنة من الداخل فيها فراغات! ولوحظ عند تدقيق أذونات استلام مادة النخالة المخزنة في الساحة الترابية أنها موقعة من أمين المستودع بدلاً من عامل القبان لمعظم البطاقات .