لقطات

كانت حفلات توقيع الكتب الصادرة حديثاً لا تجري إلاّ ضمن معارض الكتب الدولية في العواصم، كمعرض الكتاب في دمشق، ومعرض بيروت، ومعرض القاهرة، ومعرض أبو ظبي، إلى آخر تلك المعارض, وكان لبعض الأدباء موقف سلبيٌ منها كموقف الشاعر الراحل جوزيف حرب الذي عدّها «جنازة للكتاب»، ثم انقضت الأيام ورضخ لها الشاعر نفسه. وانتشرت الحفلات بمناسبة وغير مناسبة، ولم تعد تقتصر على كتّاب لهم حضورهم، بل شملت من يصدرون كتابهم الأول, وبرغم أنها الترويج المناسب للكتاب في ظل ابتعاد الناس عن القراءة لأسباب معظمها معيشية، لا يزال بعضهم يقاطعونها، برغم التنويع الذي طرأ عليها كمشاركة ناقد أو أكثر يسلط الضوء على الكتب، كما لا يزال هذا البعض لا يحبذّها, من دون أن يقترح بديلاً لها!.

المدقق لصفحات الأصدقاء على وسائل التواصل يتنبّه للحال المعيشية الصعبة التي يقع معظمنا تحت وطأتها، فغير نغمة الشكوى التي تسيطر على منشوراتهم فإن صور احتفالاتهم بأعياد ميلادهم وبخاصة ميلاد أطفالهم، خير دليل على المستوى المعيشي المتردي، فبعد أن كانت طاولة الاحتفال تزدان بالأطباق المتعددة وتزدهي بقالب الحلوى من محلات خاصة بصنعها، لم يبقَ عليها سوى قالب الحلوى الذي تعده سيدة المنزل من دون أي زينة تبهج العين! فهل انتبه مسؤولونا لتناقص مستوى الفرح في أبسط احتفالاتنا؟.

تسحرنا الأستذة على الآخرين حتى لو ادّعينا غير ذلك! فغالباً ما تسمع أن شاعراً ما، هو من أرشد شاعراً آخر على طريقة مجدية لتعلّم الأوزان الشعرية، وأن هذا القاص أو ذاك، هو من أخذ بيد القاصّة “س”، وكذلك الحال في المسرح بأن المخرج “ع” هو من وهب المخرج “أ” مفاتيح العرض المسرحي، وهذا أيضاً ما نسمعه عند المشتغلين في الفنون الأخرى كالرسم والنحت والموسيقا، عزفاً وغناءً, ويزيدون فوق ذلك الفخر، فخراً آخر بالقول: إنهم من نشر لذلك الشاعر أولى قصائده، أو أولى قصصها، ونقّح لها أولى رواياتها، أو ساهم بمشاركته الأولى بأول مهرجان أو بأول معرض تشكيلي، إلى آخر تلك الفعاليات التي ينسون أن يداً امتدت لهم ذات يوم للمشاركة فيها، وأن هذه المسألة هي من طبيعة الحياة فكما يُساعدك من سبقك، عليك أن تساعد من يأتي بعدك, فأنت وأنا وغيرنا، لا فضل لنا على مبدع ما، حتى لو أرشدناه إلى إعلان مسابقة ونال جائزتها الأولى.!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار