رواتب خارج الشبكة
مع اقتراب حلول رأس السنة الجديدة ٢٠٢٢ يحمل كل منا آماله وطموحاته وأمنياته أن يعم الخير والأمان على بلدنا الحبيب سورية وأن يسود السلام والعدل في كل مكان.
لن نتحدث عن تفاقم أزمة الكهرباء ؛ ولا عن أزمة آلية توزيع الخبز أو الغاز أو غلاء الأسعار بل سنتحدث عن معاناة من قضى عمره في خدمة القطاع العام من شريحة (الموظفين المتقاعدين) ووصل إلى مرحلة يفترض أن تكون مرحلة الاستراحة، ولا نقول الرفاهية كما الدول الأخرى.
وأضعف الإيمان وبظل ما نتغنى به من التكنولوجيا وشغفنا للحكومة الإلكترونية أن يستطيع الحصول على راتبه التقاعدي من دون مشقة أو انتظار الشبكة.
ما يحصل أن هناك طوابير من المتقاعدين في فروع (المؤسسة السورية للبريد) كما (فرع المزة، مشروع دمر، القزازين، مهاجرين، أمية) بهذه الفروع كل متقاعد يريد الحصول على راتبه ينتظر ساعات بسبب ضعف الشبكة، أما المركز الرئيسي فالشبكة أقوى ويستمر الانتظار، وربما في المحافظات الوضع أسوأ، وطبعاً لا يوجد كادر بشري يكفي لإيصال الرواتب لمنازل المتقاعدين، وفي البنوك لا يفتح حساب إلا بشروط محددة، وكلنا يعلم أن نسبة لا بأس بها من المتقاعدين وصلت إلى مرحلة شبه العجز، ناهيك بالأمراض، هذا غير الأجور المرتفعة للمواصلات، والسؤال: هل تعجز إدارة المؤسسة عن تأمين شبكات الفروع لتكون بسرعة الفرع الرئيسي؟ هذا السؤال نتوجه به لدائرة المعلوماتية لتبيان نقاط الضعف أو التقصير.
وسؤال أيضاً نتوجه به لمصرف التسليف الشعبي: حركة سحب الراتب التقاعدي عبر الصرافات لا تزال فقط عشرة آلاف ليرة، أي يحتاج المتقاعد -الذي وطّن راتبه- لأكثر من ٥ سحوبات باليوم مع تأفف من ينتظر دوره لطول الوقت، والبطاقة برمجتها لحد معين في اليوم، وبالتالي ينتظر ليوم غد ليكمل سحب راتبه وهكذا؟
هل عجزتم أن ترفعوا سقف السحب كما المصارف الأخرى لـ١٠٠ ألف، خاصة بعد زيادة الرواتب؟ فالمتقاعد هو أخ لك أو أب، أو أمّ، أو أخت، وجميعنا سنتقاعد ويفترض أن تكون الخدمات أكثر يسراً لهذه الشريحة التي يفترض أن تُكرّم وأن نبحث عن المشكلات لحلها ولا نتقاعس في تقديم الخدمة الأفضل لهم وللجميع.
نحن في عصر التكنولوجيا والإنترنت ونتغنى بالحكومة الإلكترونية المنشودة، ويفترض أن نؤمن مستلزمات إقلاع الأعمال المؤتمتة، وأهمها تأمين ضخ شبكة تلبي حجم المعاملات في المؤسسات الخدمية.
نتمنى مع قدوم عام ٢٠٢٢ أن تحل كل المشكلات التي يعانيها المواطن، وكل عام والجميع بألف خير.