يبدو أن القلق الإسرائيلي في تصاعد مستمر خاصة مع وجود تصريحات جديدة من الجانب الإيراني تشير إلى تقدم ملحوظ في مفاوضات فيينا حول الملف النووي مع دول الأربعة زائد واحد.
لقد حاولت “إسرائيل” تسميم أجواء المفاوضات في الجولات السابقة وفعلت ذلك قبل الجولة الحالية وصدرت المزيد من التصريحات والتهديدات الهستيرية من رئيس الوزراء ووزير حربه مع إجراء مناورات عسكرية تمهيداً لضربات عسكرية لمنشأة نووية إيرانية (وفق التصريحات التصعيدية) التي لم تعد ترضي المزاج الأمريكي لأن تلك التصريحات تجاوزت كل الحدود.
إن الوصول إلى الاتفاق بات وشيكاً خاصة إذا قدمت أمريكا الضمانات الكافية حول رفع جميع العقوبات المتعلقة بالملف النووي (على الأقل) وعدم الانسحاب من الاتفاق مرة أخرى كما فعلت إدارة ترامب سابقاً ووضعت العالم أجمع في دوامة البحث عن إحياء الاتفاق.
الوصول إلى إحياء الاتفاق ليس رغبة إيرانية فقط بل هي رغبة دولية وأمريكية لأن الوصول إليه يعني الانفراج في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وربما يفتح صفحة جديدة من التهدئة وحلحلة الأزمات والحروب التي أوقدتها أمريكا في المنطقة.
التصعيد الإسرائيلي والتهديدات المسعورة تكشف الطبيعية العدوانية لهذا الكيان الذي لا يمكن تجنب أخطاره إلا برفع الدعم الأمريكي عنه وإلزامه بتطبيق قرارات مجلس الأمن والالتزام بقواعد القانون الدولي الذي يتنافى تماماً مع السيرة العدوانية الإسرائيلية في التصريحات والأفعال.