واقع… من دون مجاملة..!

في السابق؛ أي ما قبل «الحرب الحالية الظالمة» كنا نتحدث عن صعوبات القطاع الصناعي, فكانت في معظمها تتعلق بـ: الكادر المؤهل, نقص السيولة, وبعض المشكلات الفنية المرتبطة بخطوط الإنتاج , والأهم العمالة الفائضة التي كنا نبحث عن حلول لها, وهذا لم يكن بالأمر السهل, بل كان عامل ضغط على قيادات القطاع وأصحاب الرأي والمشورة , وعلى الرغم من ذلك كانت النتائج جيدة بالشكل العام من حيث العائد المادي والاقتصادي..!
واليوم اختلفت المعايير والقياسات في ظل «أزمة» مضمونها حرب كونية ظالمة توجت بحصار اقتصادي «أشد من الظلم ذاته» استهدفت كل مكونات المجتمع لتدمير نهج بلدنا المقاوم الرافض للاستسلام ..!
ومن هذه المكونات التي اسُتهدِفت بصورة مباشرة «المكون الصناعي» وتدمير الكثير من منشآته ومصانعه وخطوط إنتاجه, والتفكير اليوم بإعادة إعماره وعودته للحياة مجدداً يفرض الكثير من الواقعية التي تسمح لنا بتشخيص هذا الواقع بدقة من دون أن نجامل أو نتجاهل أي قضية ..
فالواقع ببساطة: خروج العديد من منشآت صناعية كبيرة من الخدمة بسبب التخريب, توقف مشاريع كثيرة مباشر بتنفيذها, عدم متابعة للمشروعات الاستثمارية , فقدان عدد من المواد الأولية الأساسية ومناطق إنتاجها, نقص في حوامل الطاقة (الغاز– الفيول– الكهرباء – المازوت ) وارتفاع تكاليف تأمينها, زيادة التكاليف على الصناعيين«عام وخاص» , مشكلات التسليف والاقتراض والتسديد والتحصيل وقصصها المتنوعة , ناهيك بمشكلات النقل, و العقوبات الاقتصادية , والحصار الاقتصادي الظالم, وما نجم عنه من صعوبات فتح الاعتمادات , وتراجع قطاع التصدير, وأخطرها انخفاض سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية, إلى جانب خروج الكثير من العمال وأصحاب المهن من سوق العمل وفقدانهم مصادر الرزق, ما أدى لتوسيع دائرة البطالة التي خرجت من ميدانها الذي كنا نصفه بـ« البطالة المقنّعة»..!
بالنتيجة ما حصل؛ ارتفاعات سعرية لم تشهدها السوق المحلية من قبل , وتراجع صادراتنا, هجرة جزء كبير من الرساميل الوطنية, يرافقها «نزوح» المئات من الصناعيين والتجار بمصانعهم وأموالهم إلى الجوار, الأمر الذي زاد معاناة الصناعة على كل المستويات, وأصبح ما كنا نعاني منه عامل ضغط على اقتصادنا , وأصبحنا نبحث عنه وبأمس الحاجة له ..!!
هذا واقع قطاعنا الصناعي من دون مجاملة, رغم كل النتائج التي حققها خلال السنوات الحرب, إلا أننا بحاجة لحلحلة كل ما ذكرت , وإلا سنبقى نراوح في المكان, لكن الثقة موجودة , والأمل كبير بتحسن الحال..؟!

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار