محدثو النعمة ينعشون حجوزات رأس السنة في حلب.. الأسعار تتراوح بين 55 ألفاً ومليون ليرة
بعد زيارة أكثر من مطعم في حلب تبين أن أسعار البطاقة لعيد رأس السنة والميلاد تبدأ من 55 ألف ليرة إلى 100 ألف وتتجاوز المليون ليرة، وأكثر في المطاعم والفنادق التي يرتادها الأغنياء أو كما يقول أهل حلب “الظاظات” سواء كانوا من محدثي النعمة وهم الأغلبية أم من الأغنياء أباً عن جد.
وخلال جولة “تشرين” تبين أن هذه الأماكن قد أقفلت قبل أسبوع على أقل تقدير من بدء أعياد الميلاد ورأس السنة، بينما كانت مطاعم أخرى تستقبل عدداً قليلاً من الزبائن مكتفية بتقديم الوجبات السريعة والمشروبات الاعتيادية من دون تقديم أي برامج خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الضاغط، وهنا يقول أحد أصحاب المطاعم رفض ذكر اسمه: الحركة في الشوارع أفضل من الحركة في المطاعم وأن تحسنت قليلاً خلال موسم الأعياد، وعموماً رواد المطاعم حالياً هم من الطبقة فوق المتوسطة والأغنياء، الذين يكتفون بشرب القهوة فقط، وفي حال زيارة العائلات يتقاسمون الطلبات بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن حركة المطاعم تتحسن في موسم السياحة أيام الصيف والأعياد بسبب قدوم المغتربين ودون ذلك حال المطاعم لا يسر الخاطر.
دفيد أصليان صاحب أحد المطاعم العائلية المهمة في حلب، قال: إن سهرة رأس السنة في مطعمه تقتصر على عشاء للعائلات مع إعداد باقة من الأغاني المناسبة “دي جيه” من إعداد ابنه، لأن السهرات تحتاج تكاليف باهظة، لذا تراجع أعداد زوار المطاعم كثيراً.
الأكثر صراحة وجرأة في الحديث عن واقع حركة المطاعم كان هراك سلاحان صاحب أحد أهم المطاعم الفخمة في حلب، حيث أكد أن رواد مطعمه من طبقة محددة فقط ويمكن لأي شخص دخول المطعم إن كان له القدرة المالية على ذلك، فأسعار الوجبات والمشروبات محددة بوضوح وأن كان يغيرها بصورة مستمرة حسب التغيرات من دون انتظار أسعار وزارة “السياحة” التي اعتبرها أغلى بكثير مما يضعها أصحاب المطاعم، الذين لو عملوا بها لانخفضت نسبة الزبائن أكثر.
مشيراً إلى أن تكلفة الحجز لشخص واحد تبدأ من 75 ألف ليرة وقد تصل إلى أكثر من مليون ليرة وذلك حسب ما يطلبه الزبون وخاصة أن كل مادة مسعرة أمامه، فإذا ناسبه السعر يجلس ويكمل سهرته وإذا لم يناسبه يغادر بكل بساطة، مشيراً إلى أن مالية حلب تأخذ منه كل شهر 7 ملايين بموجب اتفاق بالتراضي معه، لذا يحق له وضع تسعيرة تناسبه علماً أن مطعمه يعد أقل سعراً من مطاعم دمشق التي تعد أغلى بثلاثة أضعاف.
تحسن نسبي
رئيس غرفة سياحة المنطقة الشمالية طلال خضير بيّن أن أعياد الميلاد ورأس السنة حسنت نسبة الإشغال في المطاعم والفنادق، لكن ارتفاع أسعار المنتجات أثّر في حركة هذه المنشآت، فالأسعار مرهقة للمواطن لأن أقل فاتورة للشخص الواحد تبلغ 20 ألف ليرة، علماً أن غرف السياحة تتحضر مع وزارة السياحة لإصدار تسعيرة جديدة قريباً تماشياً مع ارتفاع أسعار المحروقات والغاز والكهرباء، ما تسبب بزيادة التكاليف على أصحاب المنشآت السياحية.
ولفت خضير إلى أن نسبة الإشغال في الفنادق جيدة، حيث وصلت اليوم ما بين 50-60% بينما تجاوزت في الصيف 95%، مرجعاً ذلك إلى إقامة المعارض والأنشطة الرياضية في مدينة حلب مؤخراً على نحو زاد نسبة ارتياد المطاعم والفنادق من خارج المحافظة.
تحسن نسبة إشغالات المطاعم في موسم الأعياد أشارت إليه أيضاً ذكرى حجاز عضو المكتب التنفيذي لقطاع السياحة والآثار والثقافة، مرجعة ذلك إلى اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية والتعقيم من أصحاب المنشآت السياحية حسب تعليمات وزارة السياحة، لافتة إلى تأهيل 60 منشأة تتضمن فندقين و15 مطعماً بتصنيفاتها المختلفة و23 صالة شاي خلال العام الحالي، مع الحصول على موافقة من محافظة حلب لإقامة 11 ركناً فنياً، كما أن ترميم أسواق مدينة حلب القديمة انعكس بشكل كبير على عمل المنشآت التي أعيد تأهيلها في محيط قلعة حلب الذي يعد المحور السياحي الأول في قطاع السياحة بحلب.
وأضافت: عودة مطار حلب الدولي ساهم بافتتاح 8 مكاتب للسياحة والسفر، وهو مؤشر جيد، مؤكدة أن خطة العام القادم تتركز على النهوض بالواقع السياحي عبر تأهيل ترميم المنشآت السياحية المتضررة وخاصة بعد ترميم المزيد من الأسواق والخانات والأبنية في المدينة القديمة لكون السياحة مرتبطة بشكل وثيق بالأوابد الأثرية، و هذا النوع هو الأهم في السياحة الثقافية.
تصوير: صهيب عمراية