خارج التغطية!
دائماً ما تتردد إلى مسامعنا عبارات من بعض المؤسسات من مثل «لتحسين الخدمة والوصول إلى الجودة المطلوبة»، وهذه بتنا نحفظها عن ظهر قلب ومعروفة لدينا بأنها مقدمات لارتفاعات جديدة في أجور تلك الخدمات، ولا يطول الوقت حتى تصبح حقيقة فعلاً وتطبّق، ولكن المتتبع للواقع يلحظ عدم التحسن في الخدمات المقدمة أو الانتقال بها إلى الأفضل، بل إن الأمور لم تسر حسب التوقعات.
فعلى سبيل المثال رفعت «السورية للاتصالات» منذ فترة أجور خدماتها واشتراكاتها بمبرر تحسين جودة الاتصالات والإنترنت، ولم ينتظر المواطنون كثيراً حتى تبين لهم أن الخدمات لم تتحسن وأصبحت تغطية الاتصالات الخليوية تختفي في معظم المناطق وكذلك خدمة الإنترنت تزامناً مع انقطاع التيار الكهربائي، في الوقت الذي أصبحت فيه الإنترنت مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي شهده ويشهده العالم تمثل الكثير في حياتنا اليومية.
وجود تلك المشكلة لم يقتصر على فترات التقنين، بل تعداها إلى خارجها أحياناً، إذ أصبح الانقطاع المتواصل وضعف السرعة والبطء في التحميل هي السمة البارزة في أغلب الأوقات بما لا يرضي المشتركين، في ظل دفعهم ما يترتب عليهم من أجور، وأصبح حال البعض منهم يقول: إن شركات الاتصالات لم تجهد في تحسين الخدمات بقدر ما اكتفت بتحصيل الاشتراكات وزيادة التعرفة بحجة الارتقاء إلى خدمات نوعية لم نلحظ منها شيئاً!
وهنا يمكن القول: إن كانت حجة شركات الاتصالات عدم توفر الكهرباء للتشغيل فإن عليها أن تبحث عن بدائل أخرى تضمن استمرار الخدمة من توفير بطاريات أو تجهيزات الطاقة الشمسية أو حلول أخرى مناسبة لتتمكن من إرضاء زبائنها إن كان ذلك يعنيها فعلاً، فمن حق من يدفع ما يطلب منه أن يلقى خدمة ترضيه بالحد المعقول لا أن يكتفى بتحصيل الرسوم والزيادات منه ويبقى رهين الانتظار في كل شيء، وهذا الكلام لا ينطبق على الاتصالات وخدمة الإنترنت فقط، فهناك أمور أخرى باتت معروفة للجميع من دون ذكرها الآن!.