الصين وكوريا الديمقراطية إستراتيجية الاقتصاد
تعد الصين الشريك الاقتصادي الأقوى لكوريا الديموقراطية ، فالعلاقة بين البلدين في الحقيقة علاقة معقدة، إلا أنها أخذت مساراً متنامياً وتنسيقاً ملحوظاً، بالتوازي مع خضات الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، والسعي الأميركي لتأجيج الأوضاع الإقليمية والمحلية.
ومرت ستون عاماً على مسار الصداقة الصينية – الكورية، فمنذ عهد الزعيم ماوتسي تونغ ، يعيش البلدان علاقة وطيدة، يتخللها بعض ما يعكر صفوها، بسبب التدخلات الأمريكية .
بالعموم تعدّ الصين الحليف القديم ليونغ يانغ ، والداعم الاقتصادي لها، وبالتالي، تشكل السياسة الصينية في التعامل مع كوريا المفتاح للتوصل لحل المشكلة التي تفرضها الأخيرة بالنسبة لبرنامجها النووي.
وتستطرد أحاديث السياسة والاقتصاد بوصف الوضع الداخلي لكوريا الديموقراطية في ظل العقوبات الغربية الجائرة، و”العزلة الذاتية” للبلاد في أعقاب جائحة كوفيد – ١٩ ، وما يرافقها لدور الصين في دعم بيونغ يانغ.
ومن المعروف أن الاقتصاد الكوري ، اقتصاد مركزي، يعتمد على الصناعة بالدرجة الأولى بنسبة تصل إلى ٤٧% من القطاعات الاقتصادية، ويشكل القطاع الزراعي ٢٧%، وبسبب عدم كفاية الإنتاج الزراعي لحاجة البلاد تستورد بيونغ يانغ أهم المحاصيل الزراعية كالقمح، والأرز والذرة.
وشكلت الصين حوالى ٩٥% من إجمالي تجارة كوريا الديموقراطية ، والتي انخفضت بشكل ملحوظ بأعقاب جائحة كوفيد – ١٩.
فشهدت سياسة الصين بالتعامل مع كوريا تحركاً تدريجياً وباتجاه أكثر إيجابية على مدار العقدين الماضيين.
وبالسعي المتواصل لعودة حركة الملاحة التجارية بين كوريا وجوارها، عبّرت اليابان عن استعدادها لفتح جسر جديد بطول ثلاثة كيلو مترات يربط داندونغ الصينية بالحدود اليابانية، وسيسمح هذا الجسر بزيادة كبيرة في التجارة والسفر بين البلدين.
كما ذكر راديو آسيا عن قيام بكين بإصلاح خطوط السكك الحديدية. إلى جانب محادثات مع الصين وروسيا لاستئناف حركة السكك الحديدية، ولاسيما الربط بين ولاية سينويجو وداندونغ على التوالي. فأصبحت هناك دلائل على استعدادات محتملة لفتح واستقبال البضائع في محطة ريونغ تشون بمقاطعة بيونغان الشمالية.
بدوره، عبّر السفير الروسي لدى بيونغ يانغ الكسندر ماتسغورا عن نية البلدين فتح الحدود، واستعداد الشركات التجارية للعمل بطاقتها الكاملة. كما تستكشف بيونغ يانغ فرصاً لاستئناف التجارة مع روسيا.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد زودت كوريا الديموقراطية بالإمدادات الطبية ، إلى جانب تناوب خمس سفن على الأقل على مبيعات الفحم في ميناء لونغ كو الذي وصل لمستويات متشابهة مع مستويات الشراء ما قبل الجائحة، إضافة للقناة التشغيلية الوحيدة للتجارة بين الصين وكوريا عبر ميناء نامبو.
وتشير بيانات دولية متعددة، لتجاوز مبيعات البضائع والتجارة ١٨٥ مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، لكنها تبقى أقل بنسبة الثلث من الفترة نفسها من عام ٢٠٢٠، فمع نهاية الربع الأول من عام ٢٠٢١، انخفض حجم التجارة بين الصين وكوريا الديمقراطية لمستويات منخفضة.
يذكر أن كوريا الديموقراطية تعيش أزمة اقتصادية، بسبب الإجراءات القسرية التي تفرضها واشنطن من عقوبات وحصار غير شرعي، سعياً من واشنطن لثني بيونغ يانغ عن توجهاتها الدفاعية والعدول عن صناعتها النووية والعسكرية المتطورة، والتي تعدّها واشنطن “خطراً” بالإضافة الى ما تعانيه كوريا بسبب جائحة كوفيد – ١٩، في ظل مثل هذه الظروف ..
عن مجلة نيو إيسترن آوت لوك