وقفات
• القدود ميراث إنساني.. مثلها مثل النظريات النقدية الأدبية إذ لا توجد نظرية نقدية فرنسية وأخرى بريطانية وثالثة ألمانية كل النظريات الحديثة باتت تسمى باسمها «تفكيكية أو بنيوية أو تناص» إلى آخر النظريات، فالمنتجات الأدبية أو التي تنتمي للعلوم الإنسانية لا قومية أو لها دائرة انتماء صغيرة ، ففن القدود التي كتب الكثير منها الشيخ أمين الجندي ابن حمص الذي تعلّم على يدي الشيخ عمر اليافي الدمشقي، والتي استقرت وانتشرت في حلب وذاع صيتها مطربون حلبيون كثر وفي مقدمتهم الفنان الراحل صباح فخري، ولكنها كما قال الموسيقي أمين رومية في حوار معه «القدود أقدم من الوثائق المتوافرة». ولنا جميعاً أن نفتخر بوضعها على لائحة التراث الإنساني من قبل اليونسكو كخطوة إضافية لحماية أحد مكونات هويتنا السورية.
• أزعم أنه لا يمكننا أن نقول: إن الممثل أو الممثلة في هذا العرض قد تميّز بما قدمه، وهو أو هي، يجسّدان أول مشاركة لهما في عرض مسرحي، كما لا نستطيع أن نقول إن هذا القاص أو هذا الشاعر، قد تميّز من خلال قصة أو قصيدة، قدمها في أول أمسية له، ففي رأينا التميّز يأتي عن الآخرين في أي حقل إبداعي بعد أكثر من عمل مسرحي، أو نصٍّ أدبي يشارك فيه هذا القاص أو تلك الشاعرة، فهذا التمييز وإن كان ظاهره بريئاً لكن باطنه سيصيب الآخرين بالإحباط، إذاً لا بأس من الإشادة بجودة الأداء في حال التمثيل أو العزف، أو الغناء، أو جودة النص الأدبي في حالتي الشعر والقصة. فبعض الزملاء الصحفيين أو النقاد يسارعون إلى تدبيج المدائح التي تضر بتجربة من يتوجهون لهم بالمديح أكثر مما تحفزّهم على تطوير تجاربهم.
• أغلب الأشخاص الذين ينتقدون عبادة الفرد هم من يكيلون المدائح لأدباء بعينهم إلى درجة العبادة في أقوالهم وأفعالهم وكتابتهم فيقعون تحت سلطة أسمائهم ونصوصهم، برغم أن الرأي النقدي يفترض أن يكون موضوعياً، فوجهة نظرنا بالشخص يجب أن تكون منفصلة عن وجهة نظرنا بمنتجه الأدبي، فالملاحظ أنه كلما قلت عبادة الفرد السياسي، ازدادت عبادة الفرد الأدبي التي ساهمت فيها بشكل مضاعف وسائل التواصل الاجتماعي.!