سبق أن تحدثنا عن رأس المال الخاص وسرعة دورانه الاقتصادي, ومدى مساهمته في المشروعات الاستراتيجية الوطنية التي تشكل حاملاً مهماً للاقتصاد ضمن تركيبته المتنوعة, لكن للأسف السمة الأكثر تداولاً في الأوساط الاقتصادية وغيرها هي حالة «الجبن» التي يتمتع بها والاتجاه نحو مشاريع سريعة المردود المادي, وهذه السمة ليست وليدة الحاضر, بل تعود لسابقات الأيام عرف بها حالة الجبن والخوف التي ترافق رأس المال, من دون أن ننسى أن بلداناً كثيرة ظهرت قوتها من خلال مساهمة المال الخاص فيها..!
لكن في حالتنا مازال رأس المال متخوفاً جداً من المساهمة في مشروعات اقتصادية كبيرة تحمل في طياتها المنفعة لكل الأطراف, وإن وجدت فهي ضمن حدود ضيقة لا تشكل نسبتها المئوية على المستوى الكلي أصابع اليد الواحدة.!؟
كل ذلك يدل على ضعف الاندفاع وحالة الخوف التي يعيشها خلال ممارسته النشاط الاستثماري, وبالتالي من قال إن رأس المال جبان فقد أصاب كبد الحقيقة, بدليل الممارسات اليومية لأصحابه والتي تظهر في مكونات الاقتصاد الوطني الزراعي منها والصناعي وغيرها, فكل استثماراتها تسير ببطء شديد, من شدة الخوف والخشية من الخسارة وغير ذلك كثير..!
والدليل الأكثر قوة أن رأس المال متواجد في مشروعات صغيرة ذات مردود سريع محسوب النتائج في كل الظروف بحيث تكون الخسارة في حدوده الدنيا, كما هو الحال لكثير من أصحاب المشاريع الذين هربوا بأموالهم ومصانعهم إلى الخارج خلال سنوات الأزمة والحرب الكونية على بلدنا..!؟
وما بقي منه في الداخل, فإنه يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية اتجاهاته التي يغلب عليها طابع التهافت للمشاركة في القطاعات الاقتصادية الرابحة, ومحاولات الدخول بشراكة مع الإنتاج الرابح وفرض حالة محاصصة الدولة هي الخاسر الأكبر فيها, برغم بعض الربحية, لأن مشروعاتها بالأساس رابحة, وبالتالي هذا التهافت يثير علامات استفهام وكثير من الأسئلة, حول ذلك مع العلم أن رأس المال الخاص يبتعد كلياً عن كل الطروحات التي قدمتها الجهات العامة لاستثمار الشركات الخاسرة, وحتى هذا التاريخ لم نرَ رأس مال توج نشاطه باستثمار شركة خاسرة, أو حتى شراكة تحقق منفعة على مستوى وطن ..!
فأي كلام عن رأس مال خاص يريد المساهمة في بناء ما دمر وخرب, أو حتى مساعدة الدولة في إعادة تصويب الشركات الخاسرة, وهنا لا نعمم بل هناك رأس مال خاص مساهم كبير في الحالة الاقتصادية وله الاحترام..!؟