معرض “لمسات إيرانية”.. تُحفٌ فنّيةٌ مذَهّبةُ التفاصيل
أسهمت الطُّرُزُ الإيرَانِية في إبراز الفنون المختلفة ضمن وحدة متماسكة تَكشِفُ بَدائِعِ الفَنِّ الإيرَانيِّ الإِسلَامِي وتراثه الضخم، فكانت إيران ملتقى الآداب والفنون القديمة في الشرق الأدنى وبرزت فيها أساليب فنية انتشرت في العصور القديمة والعصور الوسطى، وأثرت وتأثرت بفنون بابل وآشور ومصر والهند وبلاد اليونان والصين.. ويعتبر “فنّ المينياتور” القديم الذي يُعرَف بـ”المنمنمات” وهو الرسم على الورق أو المعدن باستعمال “اللاجورد” أي “الذهب والماء”، أحد الفنون التي اكتمل جمالها حين وصلت إلى أيدي الفنانين الإيرانيين الذين كانوا أول مَن قام في القرون الأولى للهجرة بتزيين القرآن الكريم وتذهيبه وتزيين حواشي الكتب بالنقوش الإسلامية وأنواع الزخارف “المينياتورية” لتصبح زينة المتاحف العالمية.. من هنا أقيم في صالة المعارض في المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق معرض “لمسات فنية إيرانية” في فنون الخط والتذهيب لمجموعة من الفنانات والفنانين الإيرانيين افتتحه السفير اليمني في دمشق والمستشار الثقافي الإيراني.
الدكتور “سيد حميد رضا عصمتي” المستشار الثقافي الإيراني تحدّث عن هذه الفعالية ودلالاتها فقال:
ليس الجمال بحاجة إلى دليل بأننا نحب الفنّ فنحن نتشارك مع سورية بالاهتمام بالفن والجمال لأننا أبناء حضارة واحدة مبنية على كل ما هو عريق وجميل فسورية هي مهد الحضارات القديمة وما إقامة هذا المعرض بعد الأزمة السورية إلا تلبية لحاجتنا بأن نفتح آفاقاً جديدة في هذا المجال ونطوّر علاقاتنا على أساس الفن والجمال وحب الحياة, وما هذا الإقبال الواسع على هذا المعرض إلا دليل حب الشعب السوري للفن والجمال.. وأيضاً لنا الشرف أن نكون ضيوفاً ونتشارك في الفعالية المقامة في متحف دمر والتي تخص “أيام الفن التشكيلي السوري” ضمن المعرض السنوي للخط العربي والخزف والتصوير الضوئي.
وعن ورشات العمل تحدثت الفنانة التشكيلية ريم قبطان رئيسة مجلس إدارة “جمعية بيت الخط العربي والفنون” فقالت: بالتعاون بين المستشارية والجمعية وضمن فعاليات المعرض الذي ضمّ حوالي 40 عملاً في الخط والتذهيب و”المينياتور”، أقيمت ورشات عمل تفاعلية بمشاركة الفنانات الإيرانيات المزخرفات “زهرا شاقلاني، زهرة خالقي، ليلى عظيمي” والأستاذ الفنان والخطاط الإيراني “عبد الله زاده”, كما شارك من سورية عدد من الفنانين نذكر منهم “ريم قبطان، عدنان شيخ عثمان، محمد قاسم، عاصم الرهبان، أدهم فادي الجعفري، أحمد سوار..”.
وتتمثل أهمية ورشات العمل في تسليط الضوء على التبادل والتمازج الثقافي بين الحضارات والتعرف على الفنون والتقنيات المستخدمة في كل بلد لأن الفنان هو سفير لحضارة بلده وإرثها الثقافي.
الفنانة الإيرانية “زهرا شاقلاني” المتخصصة في رسم “المينياتور”: تحدثت عن أهمية المشاركة في المعرض والتعرف على الفنانين السوريين من خلال ورشات العمل التفاعلية التي نفذت فيها أعمالاً مباشرة أمام الجمهور روّاد المعرض إضافة إلى زميلاتها في الزخرفة والتذهيب والفنان الخطّاط.
أما الفنان الخطّاط الإيراني “عبد الله زاده” المتخصص في فنّ “خط النُسخ” الفارسي فتحدث عن أهمية التعرف على الخطّاطين السوريين وأعمالهم وتجاربهم المختلفة لأن سورية مهد الحضارات القديمة ومنبع الفنون.
في حين تحدّث “أدهم فادي الجعفري” مدرّس الخطّ في معاهد دمشق قائلاً: كانت دائما تقام معارض متبادلة بين إيران وسورية و مشاركتي هذه من خلال عرض أعمال الخطّاطين السوريين لإغناء وتطوير المهارات والآفاق الفنية.على الخطّاط الإيراني المشارك والفنانات المزخرفات اللواتي عرضن لوحاتهن المزخرفة بالذهب الخالص ضمن طُرز فنيّة عالية إضافة إلى رسّامة فنّ الـ”مينياتور” ونفذن العديد منها بشكل مباشر للاستفادة من طريقة فلسفة الخطّ وطرائق الزخارف المستخدمة.
أما الفنان التشكيلي والخطاط “عاصم نواف الرهبان” فقال عن مشاركته في الورشات التفاعلية:
نرى اليوم أعمالاً لفنانين إيرانيين ونشاهد تميزاً يفوق وصفه في مجالات العمل الخاص بهم من حيث الدّقة في التنفيذ والبراعة في استخدام الأدوات.. وأعتبر مشاركتي في الورشات التفاعلية فرصة للتواصل وتبادل الخبرات والترحيب بالفنانين الإيرانيين ما يفسح المجال أمام أي زائر أن يرى على أرض الواقع ودون تكلّف كيفية تنفيذ الأعمال الرائعة.