في احتفالية “قدودنا.. إلى التراث الإنساني”.. دار الأوبرا رقصت على ألحان القدود الحلبية
بعد أن أطربت الناس بموسيقاها وموشحاتها، وسكنت بيوت حلب وشوارعها وأزقتها، بات حضورها على لائحة التراث العالمي ضرورة سعى إليها كل محب لهذا الفن، ليتوّج هذا الجهد بإدراج القدود الحلبية على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني.
وبهذه المناسبة أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية احتفالية فنية بعنوان “قدودنا.. إلى التراث الإنساني” أحيتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وذلك على خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون.
وحضر الفعالية عدد من الوزراء، وبعض من أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والمستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية د. بثينة شعبان، ومحافظ دمشق، وعدد من أعضاء مجلس الشعب، ورؤساء وممثلو البعثات الدبلوماسية، وفعاليات فنية وثقافية واجتماعية واقتصادية وإعلامية.
واستقطب الحفل مجموعة من الفنانين الشباب والمخضرمين الذين أشادوا بأصواتهم بجمالية القدود الحلبية، حيث بدأت الاحتفالية بعرض فيلم خاص عن ملف ترشيح القدود الحلبية إلى قائمة التراث الإنساني اللامادي، وتحدث شادي الإلشي المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية عن الإنجاز الكبير بإدراج القدود على لائحة التراث الوطني كامتياز وطني له دوره الكبير في حماية وصون الهوية الثقافية السورية، وأضاف: هدفنا الأسمى هو حماية الهوية الثقافية السورية النابضة بالحياة، وأن التراث اللامادي حي يعبر عن الفن الأصيل ومرآة تعكس الفن السوري، وأشار إلى أن القدود الحلبية انطلقت من حلب إلى العالم عبر هذا الاستحقاق العالمي، وشدّد على ضرورة صون التراث اللامادي كواجب ومسؤولية تقع على عاتق الجيل الحالي والقادم ومهمته الحفاظ على ثقافتنا وفهمنا لحاضرنا ومستقبلنا.
ولفتت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمة لها بأن من حقنا كسوريين أن نفخر بهذا الإنجاز الكبير بإدراج القدود الحلبية على لائحة التراث الإنساني لعام 2021، فمن حلب انطلقت القدود لتشكل عنصراً جامعاً للسوريين ونسيجاً وطنياً ينشر شذاه ويأخذه إلى العالمية، وبهذا الإنجاز باتت القدود محصنة هويتها ومدموغة بالهوية السورية، لذا لايحق لأحد أن ينكر أصولها أو منبتها، وغدا هذا التراث أمانة في أعناقنا جميعاً، ننقله كالدرّة الثمينة إلى الأجيال القادمة لتحفظه من التشوه والاندثار. ونوّهت وزيرة الثقافة بأن أول الخطوات التي ستقوم بها الوزارة هي التنويط الموسيقي وتعديل مناهج المعاهد الموسيقية التأهيلية والعليا، وإيلاء الحيز الأكبر لتدريس القدود وأساليب تلحينها وأنماط غنائها، إضافة إلى إقامة المزيد من ورشات العمل ونشر البحوث والمقالات بما يعزز أصالة هذا الفن العريق.
بدأت الاحتفالية بمجموعة من الفنانين الشباب المشاركين في الأمسية واستعدنا معهم بميكس غنائي عن أِشهر القدود الحلبية منها “هالأسمر اللون، يامايلة عالغصون، وقدّك المياس”.
بعدها أدى المغني الشاب محمود الحداد وصلة من القدود الحلبية بدأها بأغنية “ياغزالي” ومن ثم انتقل إلى “ملكتم فؤادي” واختتمها بأغنية “هيمتني”..
واستذكر المطرب الدمشقي خالد أبو سمرة توليفة غنائية من القدود وبعض الأغاني الشعبية من جميع المحافظات، واختارت المطربة ليندا بيطار البدء مجموعة من الأغاني منها “تحت هودجها والعزوبية وأنا في سكرين”، فيما اختار المطرب صفوان العابد باقة من القدود والأغاني منها “ياطيرة طيري ياحمامة” واختتمها بالدلعونا الحلبية.
تصوير: طارق الحسنية