اكتشف الرئيس الأمريكي السابق ترامب أن هديته الانتخابية لـ نتنياهو كانت في غير محلها، لأن الأخير (وفق اعترافات ترامب) لم يكن (رجل سلام) في أي وقت من الأوقات، وأنه لم يكن يستحق تلك “الهدية”، مشيراً إلى أنه اعترف بقرار “إسرائيل” بضم الجولان قبيل الانتخابات الإسرائيلية السابقة مخالفاً بذلك قرار لمجلس الأمن والجمعية العامة التي تؤكد أن الجولان عربي سوري.
ترامب في اعترافاته الأخيرة هذه يؤكد العديد من الأمور لعلّ من أهمها أنه يعرف نتنياهو قبل الهدية ويعلم جيداً أن الكيان الإسرائيلي الذي لا ينفذ قرارات مجلس الأمن ولا يرغب بالسلام ما هو إلا قاعدة أمريكية متقدمه وهو صورة مصغرة عن الولايات المتحدة التي تمارس العدوان على معظم دول العالم وأن السياسات الأمريكية والإسرائيلية وجهان لعمله واحدة فيما يتعلق بالتطاول على حقوق الشعوب ودعم العدوان.
إن اعترافات ترامب بعد فوات الأوان تؤكد أن أمريكا لم تتصرف في يوم من الأيام كراعية لعملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991 وأنها تساند “إسرائيل” في استمرارها باحتلال الارضي العربية بما في ذلك الجولان.
لقد وجه أهالي الجولان يوم أمس رسالة واضحة لترامب ولأمريكا والعالم أجمع أن الجولان عربي سوري وأن قرار الضم الإسرائيلي الذي صدر قبل أربعة عقود لا يساوي الحبر الذي كتب به وأن الهدية الانتخابية التي قدمها ترامب “من شخص لا يملك إلى شخص لا يستحق” تماماً كوعد بلفور قبل قرن ونيف والذي أوصل المنطقة إلى ما وصلت إليه بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وبسبب سياسة العدوان الأمريكية- الإسرائيلية التي لم تزد أهلنا في الجولان وفي فلسطين إلا تمسكاً بالأرض والهوية والتحرير واستعادة جميع الحقوق الوطنية التي أكدتها وتؤكدها قرارات الشرعية الدولية.
الجولان عربي سوري وسيبقى كذلك وإن أهله لا يرضون بديلاً عن الهوية السورية وإن الحبل السري الذي يربطهم بالوطن أقوى من كل أدوات العدوان والضغط وإن العلم العربي السوري وصورة القائد المؤسس وصورة السيد الرئيس بشار الأسد محفورة في قلوبهم التي تنبض بالوفاء والانتماء والوطني.