ما مصيرهم ؟
ربما أثلج قرار الإعلان عن مسابقة مركزية على مستوى جميع الوزارات والمؤسسات صدور البعض ممن يتعطشون إلى فرصة عمل في القطاع العام بعد مرور سنوات طويلة على عدم الإعلان عن أي مسابقة على الرغم من قلة الأجور وعدم كفايتها لمتطلبات الحياة ولكن من مبدأ أن « بحصة تسند جرة » وكنوع من الاستقرار والأمان , إلا أن هذا الإعلان على المقلب الآخر أرّق العاملين في الدولة بموجب عقود سنوية ووضعهم في حيرة من أمرهم , فهم لا يدرون ما مصيرهم ، وباتوا كـمن « بلع الموس على الحدّين » فإن تقدموا إلى تلك المسابقة لينالوا فرصة التثبيت فإن عليهم أن يحددوا ثلاث رغبات لمكان العمل وبذلك قد يعيّنون في أماكن أخرى غير أماكن عملهم التي اكتسبوا فيها الخبرة على مدى سنوات تفوق العشر للبعض منهم ، هذا عدا عن أنهم سيبدؤون بعقود جديدة تنهي كل ترفيعاتهم السابقة وحقوقهم في القدم الوظيفي أو ربما سيفوز غيرهم بفرصة العمل من الشباب الحديثين. وبذلك تتبخر أحلامهم في الاستمرار بعملهم وبالتالي سيكون مصيرهم مجهولاً .
ليست مشكلة العاملين وفق عقود سنوية وليدة اليوم ولا مطالباتهم المحقة بالتثبيت حديثة العهد , فقد مضى على ذلك الكثير من الوقت وتكررت الوعود كثيراً من الجهات المعنية بالنظر في وضعهم وتثبيتهم لكون ذلك حقاً لهم إلّا أن شيئاً من ذلك لم يتحقق ولم يحصلوا إلا على وعود تلو الوعود لا تقدم أو تؤخر شيئاً ولا تزال معاناتهم قائمة إلى اليوم بانتظار المجهول وما سيؤول إليه حالهم .
وهنا لابدّ من التذكير بأن على الجهات المعنية قبل الإعلان عن مسابقاتها لإيجاد فرص عمل جديدة وكسب كوادر حديثة العهد بحاجة للتأهيل والخبرة أو توازياً معه أن تعمل على تثبيت من أمضوا على رأس عملهم سنوات وهم بانتظار تحقيق حلمهم وكانوا متفانين في عملهم, تحملوا الظروف الاقتصادية الصعبة وفضّلوا الاستمرار في خدمة بلدهم على الفرص الأخرى من عمل في القطاع الخاص أو السفر أملاً في إنصافهم وتأمين الاستقرار الوظيفي والاجتماعي والنفسي لهم , وكانوا أساساً في استمرار العمل بتلك المؤسسات، فهل هكذا يكون الثواب بنسيانهم يا أولي الأمر؟, وهل سيطول انتظارهم للإنصاف ؟!!