هل تغير شيء؟!
لا شيء يتغير كما هو متوقع .. وواقع الحال في المشاريع المزمع إنشاؤها في حمص وريفها يسير ببطء شديد, وكم تفاجئك تلك الأرقام التي تتحدث عن نسب إنجاز كبيرة لمشاريع مضى على البدء بها سنوات عديدة، وفي أحدها وكان يفترض أن يكون جاهزاً وفقاً للتصريح الأول، قال لي أحدهم ضاحكاً: هل ترى تلك الحفرة في منتصف المساحة الشاسعة من الأرض المقرر أن تكون مشروعاً للطاقات البديلة، لقد تم حفرها اليوم! وهذا الأمر ينطبق على مشروعات بقيت لعشر سنوات، يعلق التقصير في إنجازها على مشجب الأزمة وتغير سعر الصرف والخسائر التي يتكبدها متعهدون ومن بعدها يحصلون على ملحقات عقود للتعويض عن بعض الخسائر.
لقد نفضت حمص عن كاهلها غبار الإرهاب ، لكن هذا لا يكفي فثمة ما يحتاج الى عمل كي يشعر المواطنون أن شيئأ تغير على الأرض ،كم هو مؤسف أن نتذكر تلك الأحاديث التي كانت تثلج الصدور من أن حمص ستعود أفضل مما كانت في وقت قصير خاصة حينما وعد رئيس مجلس الوزراء السابق في اجتماع رئاسة مجلس الوزراء, وكان انعقد استثنائياً قبل عامين بأن عاماً بعده سوف يكون «عام حمص بامتياز» وستعمل الحكومة ما بوسعها لتعود المحافظة التي دحرت الإرهاب أفضل مما كانت.
اليوم يبدو المشهد غير سار، الخدمات بحدودها الدنيا، والنظافة أيضاً ،و المدينة تغط في ظلمة شديدة والكهرباء المخصصة للمدينة غير كافية ، وبعض الأحياء المدمرة تعود إليها الحياة بشكل متواضع والمبالغ المرصودة لإعادة الإعمار لا تكفي لتأهيل البنية التحتية فيها، وهي تمتد من وسط المدينة إلى أقصى شمالها وما يصدر من تصريحات من جهات محلية ، يحتاج إلى إجراءات تنفيذية على ارض الواقع .
أن تعتمد بعض البلدات والمجالس المحلية على نفسها ذاتياً فهو أمر جيد و يفترض أن يكون لها استثماراتها التي تسد بها نفقات الخدمات المقدمة لا أن ترهق الناس, ورأينا في بعض المناطق المحررة كيف يقوم أشخاص بمبادرات مجتمعية وفردية بإعادة تأهيل مؤسسات ومرافق حتى لو دفعوا من حسابهم الشخصي وهذا مؤشر محمود لدعم جهود الجهات المحلية بإعادة الإعمار .