لقطات
1
ليس الفنانون وحدهم من يثيرون لدى محبيهم رغبة التقاط صورة تذكارية معهم، بل الأدباء والمفكرون أيضاً، لكن شرط أن تكون ضمن ما هو عقلاني وطبيعي، وليس حضور المرء نشاطهم لأجل غاية التقاط الصورة فقط، كما حدث ويحدث مراراً, ولعلّ من الأفضل أن يتم التقاط الصور التذكارية في جلسة خاصة تجمعنا مع هذا المبدع أو ذاك, وليس خلال متابعتنا لنشاط له «محاضرة أو أمسية», فهل من المعقول أن يسافر المرء من مدينته إلى دمشق لحضور نشاط ثقافي لأحد المبدعين فقط ليلتقط صورة معه؟! فثمة من فعلها، واللافت أنه سرعان ما تستشري عدوى التقاط الصور بين معظم الحضور! .
2
لا تزال الدراما «المدبلجة» تجذب الكثير من المشاهدين لمتابعتها، سواء كان فيها ما يناسب عاداتنا وتقاليدنا أم ما يخالفها, لكن الذين يتابعونها يفعلون ذلك بعين الرضا عليها من دون أن يدركوا أحياناً أسباب شغفهم بها، فيمضون يتحدثون عن مواضيعها التي لا تشغل بالهم، لكنهم وبرغم ذلك يتابعونها بإعجاب, ولذلك نشير إلى أن مصدر ما يشدهم إليها هو الإتقان في البناء الدرامي لتلك الأعمال، بحيث تتوافر لها كل مقومات الإقناع، وهذا لجودة ما يكتبه أصحابها، إذ تعتمد على الأفعال والمعالجات الجديدة وتنأى عما هو تقليدي، وعن الثرثرة التي تتصدر الكثير من الدراما العربية، من دون أن ننسى استخدامهم لكل ما هو جديد فنياً سواء في التصوير واللقطات والمونتاج، ومراعاة كل تفصيل فني فيها من أزياء وديكور وأماكن تصوير ملائمة لأحداثها, فالدراما المتقنة هي التي يشاهدها مشاهد ويعجب بها مهما نفر من موضوعاتها.
3
صحيح أنّ الثقة بالنفس حالة صحية لأي مبدع قد تساعده على تجاوز قلق الإبداع ومواجهة جمهور الإبداع الذي يخوض في حقله، لكن هذه الثقة لا تعني أن يتوهم أن معظم الإعلاميين لا عمل لهم سوى متابعة إبداعه، وبخاصة إن كان من المبتدئين. فأن يسأل عن بطاقته في لقاء إذاعي لمعرفة ماذا أنجز، كضرورة لبناء حديث صحفي يسلط الضوء عليه، هو من أبجديات العمل الصحفي، لا أن يستاء من زميل لأنه لم يعرف الإبداع خاصته، فأمثال هذا الشخص يفترض أن يطلع على أنواع الحديث الصحفي التي قد تجرى معه، وأن تكون نفسه أكثر سماحة لتزداد بقعة الضوء عليه اتساعاً، لا العكس.!