حلول ((أزمة النقل)) مازالت مقترحات والمشكلة في تفاقم مستمر في دمشق وريفها
تشهد محافظتا دمشق وريفها يومياً أزمة خانقة في المواصلات ، ويقف الناس لمدة تصل إلى ساعة أو أكثر إلى أن يستطيعوا إيجاد مكان شاغر لهم في السرفيس الذي حظوا به بعد طول انتظار ، واللافت في الأمر أن الكثير من السرافيس (تتمختر) أمام المنتظرين وهي فارغة من الركاب ويلوح لهم سائق السرفيس بيده معبراً عن عدم رغبته للعمل من دون رقيب أو حسيب لردع هذه الظاهرة التي أثقلت هموم الناس .
والجميع يعلم أن عددا كبيرا من سائقي السرافيس يتسربون عن العمل على الخط للاستفادة من بيع مخصصاتهم من المازوت التي حصلوا عليها بالسعر المدعوم ويبيعونها بالسعر المتعارَف عليه في السوق السوداء الذي وصل إلى حوالي ٣٥٠٠ ليرة لليتر الواحد وتالياً زيادة أرباحهم أكثر على حساب المواطنين الذين يريدون الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم وأعمالهم ..
في المواقف العامة التقينا عدداً كبيراً من المواطنين الذين سئموا طول الانتظار للظفر بسرفيس يقلهم طالبوا بإيجاد حلول جذرية للمشكلة ، فكثرة الاجتماعات الرنانة من قِبل المعنيين عن النقل لم تثمر وإنما زادت الطين بلّة والعجز عن أي حل هو سيد الموقف، أحد المواطنين قال لنا: إن كثرة المراقبين على الخطوط ليس لها أي فائدة مرجوة فالبعض منهم يتواطؤون مع سائقي السرافيس ويسمحون لهم بالتسرب عن خطوطهم، في حين أشار لنا مواطن آخر بأن هناك عدم مبالاة بشكاوى المواطنين من قبل بعض المعنيين في النقل ، فالكثير من المواطنين حاولوا الاتصال على الرقم المخصص للشكاوى ولكن من دون جدوى، بينما من المفترض الاهتمام بتسهيل وصول الشكاوى بدلاً من الاعتماد على مراقب الخط فقط.
بدوره أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المواصلات في محافظة دمشق مازن دباس ل”تشرين” أنه تم خلال الشهر الفائت ضبط ١٥٠ سرفيساً متسرباً عن الخط ، وتم العمل على حُرمانهم من الحصول على مخصصاتهم من المازوت لمدة شهر، مضيفاً: الحد من تسرب السرافيس عن خطوطها متابَع من قِبل اللجنة المختصة والمراقبين في هندسة المرور، بالإضافة إلى أنه مؤخراً تم تكليف لجان الأحياء برئاسة المختار لمراقبة خطوط السرافيس في كل
منطقة .
من جانبه عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة ريف دمشق عامر خلف أشار إلى أنه تم إصدار تعميم في المحافظة لحجز جميع السرافيس غير العاملة على خطوطها كما يلزم، وأنه يومياً يوجد ضبوط ، والعقوبة بحق السائقين المخالفين تكون سحب البطاقة التي يحصلون من خلالها على الوقود لمدة أسبوع ،وفي المرة الثانية تُضاعف المدة وفي حال التكرار للمرة الثالثة يمكن أن تُسحَب البطاقة بشكل دائم .
ولفت خلف إلى أنهم أسبوعياً يجتمعون في كل منطقة على حِدى مع مديري النواحي ورؤساء البلديات ومراقبي الخطوط وفرع المحروقات لوضع آلية جديدة لمنع تسرب وسائط النقل عن خطوطها .
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة ريف دمشق ريدان شيخ علي أنه سيتم قريباً تطبيق آلية جديدة وهي توطين مادة المحروقات لضمان حصول جميع السرافيس على مخصصاتها اليومية، موضحاً أن بعض سائقي السرافيس يعانون من مشكلة عدم تمكنهم من الحصول على مخصصاتهم بشكل يومي لعدم توفر المازوت في الكازية وبيعها بشكل كامل للسيارات العابرة، بينما الآن الحل الذي سيطبّق في عموم المناطق بالمحافظة وبقرار اتخذ مع لجنة المحروقات الفرعية بالتعاون مع التموين لضمان حصة سائقي السرافيس وذلك من خلال إتاحة مادة المحروقات للسرافيس لأكثر من يوم واحد في الكازية، فسابقاً كانت الحمولة توزّع في ذات اليوم ويمنَع أن يبقى أي شيء منها ليوم آخر أما الآن ومع الآلية الجديدة ،سيبقى جزء منها مخصص للسرافيس المستحقة لعدة أيام حسب الحاجة وبكميات يقدّرها المشرف على الخطوط ومدير الناحية، مبيناً أن هذه الآلية طُبقت منذ حوالي شهرين في النبك ولاقت نجاحاً كبيراً.