وعود ..

فترة قصيرة يودعنا فصل الشتاء من دون إقامة مراسم الاحتفال بتعبئة 50 ليتر مازوت «المخفضة» أو الظفر «بأسطوانة غاز» مع تقنين كهربائي أقسى من برد كانون.. قال هذه الكلمات وضحكة خفيفة ترتسم على وجهه المتعب لكنها تخفي وراءها الكثير نتيجة إجراءات لا تدفئ الأجساد التي ليس لها مقدرة على استقاء الدروس من تجارب مشابهة على نحو تسبب بتكرار المعاناة التي اتسعت رقعتها لتشمل عدداً أكبر من الأسر الفقيرة هذا العام.
أزمة نقص مستلزمات التدفئة يدفع ثمنها دوماً الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة، والسؤال لماذا لا تؤمن مخصصات المواطنين المدعومة من مازوت التدفئة أو الغاز بتوقيتها المحدد بينما يمكن شراء هاتين المادتين من السوداء بكل سهولة، علماً أن العيش في متاهات هذه المعضلة مستمر منذ سنوات خاصة بعد السماح بوجود أكثر من سعر لمشتقات النفط المدعومة، ما تسبب في اتساع حلقات الفساد لكون المتاجرة بالمواد المدعومة تدر أرباحاً خيالية تسرق من أموال الخزينة والمواطن.
ألم يحن الوقت لاتخاذ إجراءات جريئة وفورية تضمن وقف تهريب المشتقات النفطية إلى السوق السوداء عبر قطع أيدي المخالفين وشركائهم الفاسدين, وخاصة أن قانون حماية المستهلك الجديد تضمن عقوبات رادعة تحقق الغاية المطلوبة لو طبق بشكل حازم من قبل الأجهزة القائمة على ذلك ، وهذا يوجب المحاسبة والمساءلة عند معرفة حجم خسائر الخزينة الكبيرة لكونها تستورد هذه المواد بمليارات الليرات تذهب في النهاية لصالح قلة من المتاجرين والمتلاعبين بقوة المواطن.
الوصول إلى الشتاء الدافئ يحتاج جهوداً مكثفة مدعمة بخطط واضحة تبين الكميات المتوافرة من المشتقات النفطية وحصة كل أسرة وتوزيعها قبل بدء الموسم الشتوي ، وطبعاً هذا أمر ممكن وليس مستحيلاً عند وجود إدارات مرنة قادرة على ضبط الموارد وتوزيعها وفق بيانات وإحصاءات دقيقة ، وهنا لا يأمل المواطن القنوع والعارف بواقع الحال أكثر من شتاء أقل برودة عسى أن تحل أزمات المعيشة بعد ظهور بوادر الفرج فيما تشهده ساحات الوطن من أنشطة حكومية وجهود مبشرة ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار