غيوم داكنة في رياضة حلب

الأجواء السليمة والعلاقات الوطيدة سمة من سمات تطور رياضتنا في عاصمة الرياضة والرياضيين حلب لكن السمات الأميز هي سيطرة البعض على مقدرات الألعاب الرياضية من دون وجه حق والتصرف بشكل عشوائي وطائش ومن دون رادع من القيادات المسؤولة.
وما زاد في حسرتنا هو الانقسامات الواضحة لكوادر الألعاب وتهجير الكفاءات والأهم وضع الرجل غير المناسب في المكان الذي علينا أن نوليه الاهتمام الكبير.
فمثلاً: سباحة حلب كانت في عصرها الذهبي يوم كانت هذه المدينة العريقة لا تملك إلا مسبحاً واحداً هو «البلدي», وحالياً «7» نيسان, وكانت الأرقام تتساقط والميداليات البراقة تزين صدور سباحنا في الدورة العربية الخامسة بسام المصري، والأمر نفسه ينطبق على شقيقه السباح الذهبي هشام المصري الذي حصد كماً هائلاً من الميداليات بإمكانات متواضعة, وينطبق الأمر على ألعاب القوى التي كانت لا تملك أماكن مناسبة للتدريب, وبرغم ذلك كانت هناك وفرة في الميداليات والنتائج الجيدة.
وحتى كرة الطاولة التي تعاني اليوم من الشح الواضح في البطولة، فبعد أن كانت زاخرة بالدورة العربية وتألق الكيال أحمد والفنصة عبد الملك والريشي جمال باتت اليوم تعاني ما تعانيه، وبالكاد نجد لاعبين يشاركون في بطولات الجمهورية والأهم أنها غابت عن الأندية الكبيرة في ميدانها الاتحاد والحرية, وهاهي لعبة الأذكياء الشطرنج تكاد تحتضر بعد أن كانت السباقة في ميدان البطولة.
وكذلك الجمباز الذي كانت حلب رائدة من روادها.
واليوم ومع انطلاقة ثورة المنشآت الرائدة والحضارية كان لا بد أن تكون هناك نتائج أفضل وميداليات براقة أكثر وتطور ملحوظ في جميع الألعاب لتوافر العامل الأهم وهو مكان التدريب.
والسؤال الذي يطرح نفسه أليست هذه مفارقات كبيرة تحتاج إلى اهتمام مسؤول وعمل دؤوب لإعادة بناء البيت الرياضي الحلبي من جديد، فعاصمة الرياضة السورية مكانها الطبيعي في المقدمة وخلاف ذلك هو تدهور تام لرياضتها ولرياضة الوطن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار