رحلة مع «الإيجابي»
بعد تحديث إصدار «وين» من شركة تكامل للتسجيل على المواد «المدعومة» تفاجأ المواطنون بالآلية الجديدة بأن كل مادة أصبحت تحتاج إلى إضافة طلب خاص بها عن غيرها, وكل طلب له ترتيب دور يختلف عن بقية المواد، ما يعني أن الحصول على المواد جميعها يتطلب من المواطن الذهاب ربما أكثر من ثلاث أو أربع مرات إلى المؤسسات, ومنافذ البيع وعلى مدار عدة أيام و ربما تكون متباعدة للحصول على تلك المواد حين تأتيه الرسائل لكل مادة على حدة.
قد يقول قائل: إنّ هذه الطريقة ربما تخفف عن المواطن في أن يدفع سعر تلك المواد دفعة واحدة أو ربما الهدف تخفيف الازدحام على الصالات أكثر مما لو كان الحصول عليها مجتمعة, ولكن في المقابل نرى أن بعض أرباب الأسر سيضطرون لتعطيل أعمالهم والمداومة في الصالات والمنافذ لعدة أيام حتى يكتمل استلام المواد, وربما سيضطرون لاستخدام وسائل نقل لأكثر من مرة ذهابا وإياباً بين منازلهم والصالة المخصصة.
وهنا نقول ما يلاحظ أن عمل برنامج «تكامل» لا يزال يحمل الكثير من التخبط والتجريب والهفوات, وكلها تنعكس على المواطن بطريقة مباشرة كما لا يزال التعاطي مع آلية توزيع المواد المدعومة ينغّص على المواطن ويجعله على قيد الانتظار الدائم حتى باتت أيامه كلها انتظاراً لرسائل الغاز والمازوت والسكر والرز, وقس على ذلك لدرجة أصبح الحصول على تلك المواد الهاجس الأكبر والعبء الأثقل الذي يضاف إلى الأعباء الأخرى من ارتفاعات جنونية للأسعار وفلتان الأسواق وسط رقابة قاصرة واضطراره للاستغناء عن الكثير من الأساسيات الضرورية لحاجات أسرته.
فهل كتب عليه أن يقضي معظم أيامه بالانتظار والتنقل هنا وهناك حتى يتسنى له الحصول على حصته من المواد المدعومة لتصبح تلك الأيام رحلة غير ممتعة مع ما سمي «الإيجابي» .