مبالغة وتضخيم

لاشك في أننا نمّر بظروف اقتصادية صعبة جداً، بل نستطيع أن نقول عنها إنها حرجة وخاصة بعد التصريحات النوعية والقرارات المتخذة ، وأشهر هذه التصريحات تلك التي صدرت عن مسؤولي الكهرباء الذين لا يخفون الحقيقة ، ويقولون إن هذا الشتاء سيكون صعباً على المستوى الكهربائي، وكذلك لمدير عام مؤسسة توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية الذي لفت خلال اجتماع له بمحافظة ريف دمشق إلى انخفاض الكميات المولدة وأنه سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير لتلافي مرحلة التعتيم العام، إضافة إلى جملة القرارات التي تصدر يومياً عن الدوائر الحكومية . ورغم كل هذه الصعوبات الاقتصادية هناك الكثيرون الذين يبالغون بردات فعلهم تجاه هذه المصاعب ليحصلوا على بعض المكاسب الرسمية أو الشعبية أو العطف ، وكل ذلك في ظل هذه الظروف الصعبة! ومنهم شريحة واسعة من المهنيين والحرفيين والعمال، فما إن تبحث عن معلم مهني كالبلاط والحداد والنجار والطيان و و و حتى تراه يطلب أسعاراً مبالغاً بها جداً، وعند مناقشته بهذه المبالغة يبدأ بسلسلة من الشكوى ويقول على سبيل المثال (يا أخي صلحت البراد كلفني ٣٠٠ ألف) أو فاتورة للدواء بـ١٥٠ ألفاً، أو اشترى جاكيت لابنه بـ١٠٠ ألف وهكذا، والأمر يندرج على كل المصالح الاقتصادية، فبعض مربي الدواجن تحدث عن خسائره بالملايين.. وكل ذلك تبرير لارتفاع أسعار لحم الفروج أو البيض وأنهم بالرغم من هذا الارتفاع، يتعرضون لخسائر مرعبة.. وبعض المزارعين يتحدثون عن واقع الزراعة بطريقة تجعلك ستهرع إلى الأسواق لشراء وتخزين أي شيء قبل أن تُفقد جميع المنتجات من الأسواق.. الخ.
فكل شيء هذه الأيام يدور حول ثقافة الشكوى والمبالغة بالأمور.. ولا أحد يقدم مقترحات أو حلولاً أو جرعة من التفاؤل.. أو حتى موعظة تجعلنا أكثر ثقة وتماسك.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار