وزير الزراعة في مؤتمر أكساد :الأمن الغذائي لا يتحقق إلا عبر تطبيق إجراءات صارمة
تحت شعار: “موارد الأراضي والمياه أمل الأجيال القادمة فلنحافظ عليها” عقدت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» اليوم بحضور وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا المؤتمر العلمي العربي الافتراضي الأول “حضورياً” حول الإدارة المستدامة لموارد الأراضي واستعمالات المياه وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتربة وذلك في مقر المركز بدمشق .
وأشار وزير الزراعة إلى أهمية هذا المؤتمر في هذه الأوقات لتسليط الضوء على الموارد الأرضية والمائية وخاصة في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة حالياً، لافتاً إلى أن هذه الموارد هي إرث وطني يجب المحافظة عليه وحمايته وإدارته بشكل سليم لنتمكن من الاستمرار بتطوير الإنتاج الزراعي وحماية الغابات والمراعي والمياه، بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي وحماية التربة من الانجراف والتدهور واستدامة المياه في ظل ضعف وشح الموارد المائية لكوننا نعيش في مناطق جافة وشبه جافة ونتأثر حالياً بشكل كبير بالتغيرات المناخية، حيث لم تتجاوز نسبة الهطول المطري حتى الآن 18 % من المعدل السنوي.
وقال الوزير: لا يمكن أن نحقق الأمن الغذائي إلا عن طريق تطبيق إجراءات صارمة والقوانين الخاصة بإدارة الموارد الطبيعية وحمايتها، منوهاً بأهمية الدراسات العلمية التي ستقدم خلال المؤتمر ووضعها ضمن استراتيجية وطنية لإدارة الموارد لمواجهة التحديات والاستمرار وضمان المستقبل.
وقدم الوزير خلال المؤتمر محاضرة تحت عنوان «الإدارة المستدامة لموارد الأراضي واستعمالات المياه».
من جانبه مدير عام المركز الدكتور نصر الدين العبيد في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر عبر تقنية “فيديو كونفرانس” قال: يعقد مؤتمرنا العلمي هذا بمناسبة اليوم العالمي للتربة الذي يصادف اليوم، في وقت يشهد فيه العالم تدهوراً غير مسبوق في الأراضي، حيثُ يتم فقدان الأراضي الصالحة للزراعة بمعدل يتراوح بين (30 و35) ضعف المعدل التاريخي، كما أن الجفاف والتصحر في ازديادٍ كل عام، بما تنتج عنه خسارة 12 مليون هكتار سنوياً (23 هكتاراً في الدقيقة)، كان من الممكن الاستفادة منها في زراعة 20 مليون طن من الحبوب، للإسهام في توفير الاحتياجات الغذائية.
وأكد العبيد أن انعقاد هذا المؤتمر يُعدّ مساهمة مهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لموارد الأراضي والمياه المتاحة في الدول العربية، مضيفاً : إن مشاركة هذه النخبة من الباحثين العرب وعرض نتائج البحوث التطبيقية، وتبادل الخبرات والأفكار العلمية الحديثة ضمن علوم الأراضي واستعمالات المياه، هي إحدى الغايات الرئيسة للمؤتمر الذي يهدف إلى توحيد جهود العاملين والمختصين في هذا الشأن، وتبادل قصص النجاح التطبيقية حول إعادة تأهيل وإدارة الأراضي المتدهورة، إلى جانب بناء قاعدة المعلومات الخاصة بصفات موارد الأراضي وتحديد درجة ملاءمتها للأغراض الزراعية، لتكون تحت تصرف أصحاب القرار لوضع الخطط الزراعية، وتطبيقات الاستخدامات الآمنة للأسمدة، والاستفادة من نوعية المياه غير التقليدية المتوفرة للاستعمالات الآمنة للأغراض الزراعية.
ويقوم عدد من الخبراء والباحثين السوريين والعرب من ذوي الخبرة العلمية التطبيقية في العلوم الزراعية المختلفة ولمدة ثلاثة أيام بتسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجه العملية الزراعية في الوطن العربي والوسائل الرئيسة للتكيف مع التغييرات المناخية والاحتباس الحراري والجفاف وأكثر من أربعين بحثاً وورشة عمل.
تشارك في المؤتمر ست عشرة دولة عربية، والأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور يحيى بكور وخبير تدهور الأراضي واستعمالات المياه “الفاو” وعدد كبير من المنظمات والهيئات الدولية.