القيادة الصحيحة لمنتخبنا الكروي
عندما تكون القيادة حكيمة مبنية على أسس علمية تكون النتائج صحيحة، لأنها تضع الأمور في مكانها الطبيعي التي توصل إلى الهدف المنشود والمثمر في تفجير المواهب ووضعها على السكة الصحيحة لتكون قادرة على صنع الإنجاز، كما حصل بالفعل مع منتخبنا الكروي الذي حقق فوزاً مستحقاً وخاطفاً على المنتخب التونسي في مسابقة كأس العرب بعد سلسلة من الهزائم التي أوصلت جماهيرنا الكروية إلى مرحلة الإحباط الشديد واليأس القاتل.
فما فعله المدرب “تيتا” في هذه المباراة أنه استعمل ذكاءه التدريبي في توظيف هذه المواهب، ووضعها في مكانها المناسب، فكانت النتيجة مذهلة وصاعقة في تحقيق الفوز، وهذه القراءة الذكية للمدرب هي ما كان يحتاجه اللاعبون في الميدان ليس إلا.
فما حصل لمنتخبنا في السنوات الماضية هو للأسف بفعل فاعل ونتيجة اختيار غير موفق للمدربين والذي كلف خزينة الاتحاد الرياضي ملايين الليرات على مدربين فاشلين لا همَّ لهم إلا التنظير البعيد عن الواقع وأخذ الأموال على حساب اللاعبين وسمعتهم، براتب مغرٍ لا يحلم به أي مدرب ، عدا المكافآت المجزية، والنتيجة أنهم لم يقدموا لمنتخبنا أي إضافة جديدة، بل على العكس أوصلوا المنتخب إلى طريق مسدود، وفي الاختيار غير المدروس عندما تم اختيار المدرب نزار محروس وبراتب كبير وكانت النتيجة أيضاً محبطة ولم يتمكن من توظيف مقدرات اللاعبين بالشكل الأمثل، فألحق بالمنتخب الضرر حتى ظن خبراء اللعبة والجمهور معاً بأن المشكلة باللاعبين وليس بالجهاز التدريبي، ما اضطر إلى تبديله، وكأن منتخبنا أصبح حقل تجارب للمدربين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبعد الإنجاز الذي تحقق مع المدرب “تيتا” والنقلة النوعية العالية لأداء اللاعبين وتوظيف مهاراتهم بالشكل المناسب التي أوصلتنا إلى نتيجة مرضية ألا يحق لجمهورنا المطالبة بمحاسبة من استهان بمقدرات اللاعبين وأضاع هيبة كرتنا وأوصلها إلى الطريق المسدود بعد أن بدد أموالها؟