ما أكتبه لا يحمل الكثير من الجديد, بل هو تأكيد لمعاناة كبيرة كتبنا عنها الكثير من دون تغيير, أو حتى تعاطٍ يرقى الى مستوى أهميتها, وهذه المعاناة لا تخفى على أحد, فكلنا يتلمسها كيفما اتجه , تكمن في المخالفات واعتداءات ضعاف النفوس من تجار السوق على معيشة المواطن, ومن يتعاون معهم..!
والشيء الذي يستحق التقدير في ظل ذلك هو«صبر المواطن» على هذه التجاوزات, وترفعه عن المضايقات التي تحصل على معيشته اليومية والتي يرقى بها إلى مستوى الحس الوطني وإدراكه لحجم الأخطار التي يتعرض لها الوطن, مع صبر يتحدى به الملمات والويلات التي فرضتها حرب السنوات العشر الماضية, وبالتالي هذا المواطن ألا يستحق رقابة تحميه من التجار والمتلاعبين بمقومات معيشته اليومية ..؟!
أليس من المعقول توفير مقومات المعيشة والحفاظ عليها بالصورة اللائقة والتي ترقى إلى مستوى صبره وقدرة تحمله..!؟
ما يحدث في أسواقنا المحلية يؤكد عجزاً رقابياً مؤلفاً من أكثر من 24 جهة رقابية, رغم نشاط بعضها كحماية المستهلك, وبعض الأجهزة الرقابية التي تعمل في المستور, وتسجل حضوراً كبيراً لقمع بعض حيتان السوق الذين يضخون مواد فاسدة ومخالفة لا تصلح علفاً للحيوانات, فكيف حالها للاستهلاك البشري! مستغلين حاجة المواطن ونقص الموارد والمواد المطلوبة بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية على بلدنا ..!
والدليل حاضر لدينا؛ سجلات حماية المستهلك اليومية التي تكاد لا تخلو من عمليات الضبط والمصادرة للمواد الفاسدة وحالات الاعتداء المباشر على معيشة المواطن, ومستلزمات حياته اليومية من أدوات وتجهيزات وفي المأكل والملبس, وغير ذلك من أمور لا تخطر على بال أحد من فنون الاعتداء وارتكاب المخالفات..!
وبالتالي ما يحدث في أسواقنا المحلية ، لجهة المخالفات كبيرجداً, لأن ارتكاب المخالفات وأعمال الغش أصبح أمراً مألوفاً , وغير المألوف أن ترى الأسواق نظيفة منها, ومن مرتكبيها ..!
لا نريد أن نعمم حالة العجز في الرقابة بقدر ما نشير إلى مسألة تقلق الجميع رغم القوانين وشدتها, والجهاز الرقابي الذي يسجل مئات الضبوط يومياً, إلا أن عمليات الغش مستمرة , والمخالفات تكثر, وتجارها في حالة ازدياد, كل ذلك يضعنا أمام مسؤولية كبيرة لا تتحملها الأجهزة الرقابية فحسب, بل يتحملها المواطن لأنه العين الأولى للرقابة, وهذا ما نفتقده هذه الأيام, وهذا أحد أسرار ضعف رقابتنا الفاعلة ..!؟
Issa.samy68@gmail.com