العرس النووي في فيينا.. والعويل في الغرب!

تابع العالم بقلق بالغ المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي وسط تصريحات غربية لا تساعد على التفاؤل بالتوصل الى إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة ترامب من دون أي مبررات.
لقد كان من المفترض عودة واشنطن إلى الاتفاق في الجولات السابقة وقبيل انتخاب الرئيس الإيراني الجديد وذلك لأن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان مقتنعاً بالخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية السابقة بانسحابها من اتفاق تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة في عام 2015 شاركت فيها دول «5 زائد 1»، وتم توثيق الاتفاق بقرار ملزم من مجلس الأمن، وكانت وعود العودة للاتفاق جزءاً من الدعاية الانتخابية للرئيس بايدن.
إن التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني ليس مسألة إيرانية- أمريكية وإنما بات مسألة دولية تعيد الاحترام إلى مجلس الأمن وقراراته، وتقلل من عوامل التوتر في المنطقة، وتسحب الذرائع من كل الدول التي تتاجر بأمن الخليج والملاحة الآمنة، وتعطي دفعاً جديداً لعودة العلاقات السعودية الخليجية مع إيران، وتسهم أيضاً في حلحلة المشكلات الدامية في اليمن وسورية والعراق ولبنان وغيرها.
إن التفاؤل الحذر بقرب عودة واشنطن إلى الاتفاق يرافقه المزيد من العويل والتشويش في واشنطن وفي بعض العواصم الغربية. وفي هذا السياق نذكر أن لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي تقدمت بمشروع لمعاقبة إيران يتعلق بالطائرات المسيّرة وحلف الناتو يجتمع لاتخاذ إجراءات عدائية ضد روسيا، بينما يصرح مسؤول بريطاني بأن روسيا والصين وإيران أعداء للغرب ويتصل وزير خارجية كيان العدو الإسرائيلي بالرئيس الفرنسي للحديث عن الخطر النووي الإيراني مع تصاعد التهديدات العدوانية ضد إيران، وهذا كله يشير إلى أن أمريكا وبالتنسيق مع حلفائها ترفع السقف قبل التوصل إلى الاتفاق مع أنها تعلم علم اليقين أن ذلك لن يتم إلا إذا رفعت كل العقوبات عن إيران، والقضية الأهم أن الغرب يحاول التأكيد أن الملف النووي الإيراني قد يؤجج الصراع ويقرب الصدام بين الغرب والشرق.
لقد أكد الإيرانيون أن برنامجهم النووي هو للأغراض السلمية، وأن مسؤولية الإخلال بالاتفاق تقع على أمريكا التي انسحبت منه، وأن العودة إليه لا تتطلب أكثر من رفع العقوبات، وبالتالي فإن فشل المفاوضات أو إفشالها هو مسؤولية أمريكية ولن تستطيع التصريحات الغربية ووسائل الإعلام المرتبطة بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي أن تزوّر الحقائق التي باتت واضحة للجميع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ينسجم مع تاريخ الصهيونية في انتهاك الحرمات.. وزير الأوقاف: الإساءة للسيد المسيح في حفل افتتاح أولمبياد باريس هي إساءة لكل الأنبياء والمعتقدات الأمين العام المساعد لحزب البعث : أبناء قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية، كانوا وسيبقون رجال المواقف الأشداء الذين يقهرون الاحتلال الرئيس بزشكيان للوفد السوري المشارك في مراسم تنصيبه: أهمية التركيز على تطوير العلاقات في كل المجالات والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية اتفاقية تعاون بين اتحادي الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها وحلب.. الوزير المنجد: نسعى إلى تعزيز مبدأ التشاركية مع المنظمات غير الحكومية وبناء قاعدة معرفية أهلنا في الجولان يرفضون المواقف التحريضية ومحاولة استغلال اسم مجدل شمس كمنبر سياسي على حساب دماء الأطفال سورية تحيي الموقف البطولي لأهلنا في الجولان المحتل ورفضهم زيارة مجرمي الاحتلال وآخرهم نتنياهو لمجدل شمس وفد سورية برئاسة المهندس عرنوس يصل طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان مجلس الشعب يدين الجريمة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي مجدل شمس مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2024 ينطلق في دمشق.. نحو "اقتصاد وطني قائم على المعرفة" و استدراك مدروس للفجوات  التنموية صندوق الأمم المتحدة للسكان يعلن استعداده لدعم القطاع الصحي في الحسكة