استعراض..!
درجت العادة أن نرى عدداً ممن كانوا في مواقع المسؤولية سابقاً يبدؤون باستعراض وطرح أفكار ورؤى استراتيجية على المدى القريب والبعيد لحل مشكلات معينة عالقة، وإن تلك الأفكار هي المخرج الآمن لكل مشكلاتنا منتقدين بذلك عمل لاحقيهم في المهام، علماً أنه لم يلحظ لهم تلك البصمة الإيجابية الفعالة أثناء توليهم مهامهم، ونرى أيضاً البعض الآخر يستعرض حلولاً وكأن بيدهم مفاتيح الحل السحري لتلك المشكلات أياً كانت صعوبتها، و هم من سيخرجون «الزير من البير» إلى أن تنقلب الأحوال ويتولون المهام التي توجب عليهم التصدي للمشكلات عن قرب ويصبحون المعنيين الأساسيين في طرح الحلول لها وإحداث تغيير نوعي عن عمل سابقيهم بما ينعكس إيجاباً على المواطن ومعيشته وعلى الجميع بشكل عام، وهنا نلاحظ أنهم يبدؤون بالتجريب والتخبط في دراسات وتحليلات للبحث عن أفضل النتائج ولكن للأسف يكون الأثر عكسياً والنتائج سلبية وقد يكون فيها بعض الغبن لشرائح معينة ويبقون يصرون على أنها لا تزال في طور الدراسة إلى أن تأتي المفاجأة وتصدر تلك الدراسة بقرارات رسمية وملزمة، وعلى الجميع تطبيقها والخضوع لها، وبذلك تتكشف خبرتهم التي كانوا يستعرضونها بأنها كانت فقاعات لا أكثر.
وهنا يمكن القول: إن التصدي للمهام لا يكون بالتنظير وإبراز أننا الأقدر على اختراع الحلول وإنما بالعمل الفعلي والخطط المدروسة التي تنعكس مخرجاتها إيجاباً على جميع الأطراف وتنفيذها لا أن نبقى ندور في حلقة مفرغة وتخبط هنا وتعثر هناك ليبقى المواطن حقل تجارب لدى بعض الجهات، فهنا العمل الأساس وهنا المحك، فما يجري يزعزع الثقة يوماً بعد يوم بمن كان في طروحاتهم يوماً ما بعض الأمل للمواطن بأنهم إذا وصلوا لذاك الكرسي سيكونون الأقدر على إحداث الفرق وتجاوز كل المعوقات لكن ما يحصل ربما يثبت العكس .
فرفقاً بمواطن أمسى اليوم لا يدري بماذا سيفتتح يومه من استعراضات وتمحيصات لا تقدم ولا تؤخر لتليها قرارات موجعة بالفعل ورفقاً ببلد مازال يتعافى من حرب سنوات طوال .