وقفات
1
واحد وعشرون فناناً وفنانة تشكيلية شاركوا في معرض حمص القديمة في صالة اتحاد التشكيليين بحمص، الذي أقيم مؤخراً، لكن وعلى اختلاف التنوع في تجاربهم وتفاوت القيمة الفنية بينهم وفق عمر كل تجربة، شارك كل منهم بلوحة عن مَعْلَمٍ من معالم حمص القديمة، إلاّ أنه و مع الأسف جاءت كل اللوحات واقعية وكأنها نسخ فوتوغرافية ليس فيها بعد كل ما عرفه فن التصوير من مقاربات ما يجعلك تقف أمام لوحة لتتأملها أكثر من مرة وتحاورها بصريا؛ً أن كيف ولماذا اختار صاحبها أو صاحبتها هذه الزاوية لهذا المعلم أو لماذا جاء هذا اللون بضوء أكثر من غيره، كمحاولة منك لاكتشاف جمال اللوحة، بل إنك ترى جميع اللوحات، وتنساها عقب خروجك من صالة المعرض .!
2
يستفزك بعض الناس في سوء إصغائهم لهذا المحاضر أو ذاك، فتراه يعلق على كل جملة يقولها، بل يخالفه بصوت عالٍ، إلى درجة أنك تشعر بأنه يمكن أن يقترب من المنبر ويؤدبه كما يؤدب المدرس تلميذه إن شاغب بكلمة سوء .!
فأمثال هؤلاء كأنهم يأتون بموقف مسبّق من المحاضر فقط لمخالفته دون وجه حق، مع أن الاختلاف حالة صحية لكن وفق شروطها الموضوعية، فبفعلتهم تلك يفسدون عليك متعة التلقي سواء كنت تصغي لمحاضرة أو لأمسية شعرية. وثرثرة هذا الشخص وأمثاله تشبه ما تفعله تلك أو ذلك المتكلم بهاتفه الخليوي خلال عرض مسرحية أو فيلم، غير آبه أو آبهة بالمتفرجين .! فهل سينقذنا التطور الإلكتروني يوماً ما منهم، باختراع جهاز يكشفهم على باب الهيئات الثقافية فيمنعهم من الدخول؟ نأمل ذلك، لأن تنبيههم أكثر من مرة بأن يلتزموا الصمت بات بلا جدوى.
3
ثمة قصص أو قصائد أو أعمال أدبية من أجناس أخرى تقرؤها وتتمتّع بها للأدباء ذاتهم، من دون أن تشعر بضرورة أن يبحث أصحابها دائماً عن أشكال فنية جديدة. رغم أن فكرة عدم البحث هذه قد تبدو مستهجنة لدى أدباء متشددين بضرورة إنجاز الجديد على صعيد الشكل، فهم يرون أنه ليس مهماً ما تقول أو تطرح أو تعالج أو تقارب لكن المهم هو كيف تعبّر عن ذلك، أي ما هو الثوب الفني وما هي ملامحه. فهل لا يكفي المضمون الجديد والممتع الذي لا يجيده جميع الأدباء ؟ سؤال لا يبتغي أبداً مصادرة الشق الثاني من المتعة القادمة من الشكل الفني.