حلب تحتفي بشهدائها وتكرم 1000 أسرة من ذويهم .. أمهات الشهداء لـ”تشرين”: التكريم عرس ثانٍ لأبنائنا

متشحات بالسواد … وترتسم على وجوههن “المباركة” علامات الحزن والتعب على فقد فلذات أكبادهن في هذه الحرب اللعينة، لكن رغم أن الدموع تكاد تذرف من عيون أمهات الشهداء وزوجاتهم عند لقاء “تشرين” لهم في احتفالية تكريم 1000 عائلة من ذوي الشهداء في صالة الأسد بحلب لكن القوة والعزة تظهران بكل تفاصيلهما على الوجوه نفسها عند التأكيد بأن دماء أبنائهن الشهداء لم تذهب هدراً بعد ما تمكنوا مع رفقاء السلاح من دحر المجموعات الإرهابية والدول الداعمة والمحافظة على الوطن وصون ترابه وأرضه.
وهو ما تؤكده “زوجة الشهيد” سحر أتشوغولي التي تحدثت في البداية في كلمة أمام الجموع الحاشدة في صالة الأسد كممثلة عن ذوي الشهداء عن أهمية الشهادة في الدفاع عن الوطن وصونه من المتربصين، لتشير في تصريح لـ”تشرين” أن احتفالية تكريم ذوي الشهداء تعني الكثير لذوي الشهداء من الناحية المعنوية كونها تدلل على أن الدولة السورية لا يمكن أن تنسى شهداءها ومن ضحى بدمائه ليبقى الوطن عزيزاً وغالياً، لافتة إلى أن تكريم ألف عائلة من ذوي الشهداء يزيد حلب العريقة جمالاً وألقاً، مشددة على ضرورة تقديم كل الدعم والاهتمام لذوي الشهداء وخاصة أن البعض لا يملك معيلاً وتحديداً في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة.
الأمر ذاته تشير إليه أم الشهيد محمد محمود تتال “صباح الريحاوي” بتأكيدها بكل ذاك الكبرياء والشموخ الذي تعرف به الأم السورية أن ابنها الشهيد ضحى بروحه ودمه دفاعاً عن الأرض والعرض وكرمى عيون سورية كيلا تبقى تحت رحمة الإرهابيين، الذين عاثوا فساداً وخراباً في البلاد بعد ما كانت بلادنا من أجمل البلدان وأكثرها أماناً، مشددة على أنه من المستحيل التخلي عن البلاد وتركها في هذه الظروف رغم كل الأزمات المعيشية الشديدة، معتبرة أن مبادرة تكريم ذوي الشهداء تمثل لفتة كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد وتأكيداً منه أن الشهداء لهم قيمتهم ومكانتهم عنده وأن ذويهم في عنايته من خلال القيام بتكريمهم، مشددة على ضرورة إيلاء الجهات المعنية اهتماماً أكبر لذوي الشهداء وتقديم العون المادي لهم، وخاصة أن بعضهم يعاني أوضاعاً معيشية سيئة، فهي مثلاً تعيش في منزل بلا أبواب مع أنها ترعى أولاد أبنها العسكري الصغار وتحاول تأمين معيشة جيدة لهم لكن المرض أثر عليها وخاصة أنها أصبحت في عمر لا يسمح لها بالعمل المتعب.
أم الشهيد علياء عرب سعيد أبدت والدمعة تكاد تنزل من عيونهم سعادتها بتكريم ذوي الشهداء بقولها: “ابني استشهد وكنت بدي أخطب له ولكن قدمته فداء للوطن.. واليوم اعتبر هذا التكريم بمثابة عرس لابني”.
وخلال احتفالية تكريم أسر الشهداء شدد محافظ حلب حسين الدياب على أهمية التضحيات التي قدمها شهداء الجيش العربي السوري للدفاع عن الوطن والذود عنه، بالتالي فإن تكريم ذويهم يعد بمثابة تقدير بسيط على عظيم تضحياتهم وتقديراً لذويهم على عظيم ما ربوا وتحملوا من أوجاعهم وصبروا على فراق أحبتهم بغية صون تراب سورية وكرامتها.
بدوره نائب وزير الدفاع العماد محمود شوا أكد أن تكريم كوكبة من ذوي الشهداء والاحتفال بهم له دلالات هامة تؤكد على أهمية الشهادة واهتمام الدولة السورية بشهدائها وذويهم، إضافة إلى التأكيد على دور مدينة حلب في الصمود والتصدي لجميع الممارسات الإرهابية التي تعرضت لها طوال سنوات الحرب من قذائف الإرهاب وقطع المياه والكهرباء، إلى مشاركة أبنائها مع رفقائهم في الجيش العربي السوري في ميادين القتال، فكانت حلب أنموذجاً يفتخر به وخاصة بعد تحقيق الانتصار على داعمي الإرهاب وإفشال مخططهم في تدمير سورية وكسر شوكتهم بفضل تضحيات أبنائها ووقوفهم مع قيادتهم وجيشهم، لافتاً إلى أن الدول الداعمة للإرهاب لجأت بعد فشل أدواتها على الأرض عسكرياً إلى الحرب الاقتصادية بفرض عقوبات ظالمة على الشعب السوري لكنها ستفشل كما فشلت الحرب العسكرية وسيحقق السوريون نصرهم الاقتصادي على أعدائها بأقرب وقت.

تصوير صهيب عمرايا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار