المفاضلة على لغتين
تدور الأحاديث هذه الأيام، حول مشروع لوزارة التربية يتم تدارسه بالنسبة لطلاب الثانوية، بشأن المفاضلة على لغتين أجنبيتين، بدلاً من المفاضلة على لغة واحدة، كما هو قائم الآن عند التقدم للمفاضلة العامة، وفقاً للتعليمات التي يتقدم فيها الطالب الحاصل على الشهادة الثانوية السورية للمفاضلة بلغة أجنبية واحدة “إنكليزي أو فرنسي أو روسي” يختارها.
في تواصلنا مع المعنيين بوزارة التربية أكدوا أن المشروع قيد الدراسة، وفي حال تطبيقه سيكون في العام الدراسي القادم، وليس العام الحالي كما يتوجس الطلبة وأهاليهم في أحاديثهم الجانبية.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل هناك مبررات لهذا الأمر، وعلى ماذا يستند المعنيون للعمل على تحقيق ذلك.
صحيح أن لدينا ضعفاً عاماً في اللغة الأجنبية، وهو ليس بوليد الساعة، والعديد من الأجيال لم تعرف اللغة الأجنبية في المرحلة الابتدائية في تلك الفترة من الزمن، أي إن طريقة المناهج هي التي كانت السبب الرئيس في تدني المستوى العام للغة، وتالياً عانى الكثيرون من مشاكل اللغة في الدراسة الجامعية.
وإذا كانت مشاكلنا فقط في اللغة بقطاع التربية، فكيف سيتم التعامل مع الكثافة الصفية للعديد من المدارس التي تعاني من ذلك، وخاصة خلال العقد الأخير من الزمن نتيجة الحرب على الوطن، والتي تسببت بهجرة الكثير من العائلات من عدد من المحافظات إلى محافظات أخرى.
يضاف لذلك فإن العديد من كتب اللغات الأجنبية وتحديداً هذا العام اضطر الطلبة للانتظار عدة أسابيع حتى تمكنوا من الحصول عليها، لا بل إن بعضهم حتى الآن لا يزالون يشتكون من ذلك، نتيجة تأخر طباعة المقررات الجديدة، فهل يعقل ذلك؟
هل هذا العبء الجديد على طلبتنا بالمفاضلة على لغتين في حال إقراره يستطيعون التعامل معه في ظل معاناتهم وظروفهم الصعبة، وخاصة على صعيد الكثافة الصفية في الشعب الدرسية، وتالياً لا يمكن للطالب أن يأخذ حقه من المتابعة من مدرسيه، كما أن مدرسيه لا يمكنهم الوصول لجميع الطلبة في الوقت ذاته، أمام الضغط الكبير في عددهم ضمن تلك المدارس، وخاصة في أغلبية مدارس ريف دمشق.
بتصورنا المفاضلة على لغتين بحاجة لمزيد من التروي، وتهيئة الظروف المناسبة من تجهيزات وقاعات صفية، وكوادر متخصصة لديها التجربة لتصل عندها الفكرة والغاية من التعامل مع اللغتين.