واقع الحال..
في وقت تشهد فيه المؤسسات زحمة اجتماعات الهدف منها اصلاح ما يمكن اصلاحه تعاني المدينة التي طالها عسف الإرهاب جعل نصفها مدمراً و ما بقي منها يعاني اليوم نقصاً حاداً في الخدمات…و تكاد تختفي الوعود من الجولات الرسمية ولتأتي التطمينات بغدٍ أفضل كحلم في ليلة صيف .
في زيارة وزير الزراعة الأخيرة لحمص أشار إلى أن الأرقام المعطاة حول واقع الزراعة مبالغ بها كثيراً كتلك المتعلقة بالثروة الحيوانية وكذلك الثروة الحراجية وفقدان المحافظة للكثير من غطائها النباتي عدا عن محاصيل الزيتون واللوزيات وغيرها، ومع هذا تم إعلان الخريطة الزراعية.. ولا نعلم الكثير عن الخريطة السياحية وتدمر التي كنا نفاخر بها كل أصقاع المعمورة أوضاعها غير مرضية وما بقي منها يدق ناقوس الخطر ومن يرى أعمدتها يجد عوامل الحت أصابتها وحتى مسرحها والقليل مما بقي من أوابدها المندثرة بفعل التخريب المتعمد من شذاذ الآفاق .
حمص اليوم تحتاج إعادة إعمار طال انتظاره والفوضى البصرية في أحيائها أصبحت أمراً مألوفاً، و أولو الأمر فيها يكرسون اجتماعاتهم لبث همومها ومطالبة الحكومة بالمزيد من الميزانيات ورصد الاعتمادات لأشياء لم تنجز بعد .
واقع الحال مؤلم في مدينة تعاني نقصاً حاداً في الحاجات الأساسية فلا كهرباء تذكر منذ أسابيع في أحياء الفقراء ولا وقود للتدفئة، وبعض الناس يطبخون على الحطب إن استطاعوا تأمين أساسيات العيش في زمن يشهد غلاء فاحشاً وتضخماً لم تعترف وزارة المالية به بعد .