مؤشرات في المشهد السياسي

المتابع للتطورات السياسية المتعلقة بالمنطقة، والزيارات التي حصلت بين غير عاصمة في المنطقة، وبالأخص دمشق وطهران يدرك أن ثمة تغييراً حصل، أو في طريقه إلى التبلور، بشأن المرحلة القادمة عنوانها الأبرز أن ثمة بداية جديدة في ما يتعلق بالملف السوري، مع تأكيد الحلفاء ووقوفهم القوي إلى جانب سورية، للبناء على ما تحقق في الميدان واستكمال العمل لعودة كامل المناطق الخارجة عن السيطرة إلى كنف الدولة السورية مهما كلف الأمر من ثمن أو وقت.

وبالتوازي مع المواقف الدولية، يمكن أن نشير أيضاً إلى إنجاز عمليات التسوية والمصالحات على كامل مساحة محافظة درعا والعمل بوتائر متسارعة وحثيثة لجهود التسوية في محافظة دير الزور، هذه العملية التي تشهد إقبالاً كبيراً وتبشر باتساع رقعتها في الأيام المقبلة لتشمل ريف المحافظة، ما يعني عودة سيطرة الدولة السورية على المزيد من المناطق وعودة الحياة إلى عجلة الدوران في أوسع مساحة جغرافية.

تتواتر المؤشرات حسب مراقبين للمشهد السوري، على أن ثمة بوادر حقيقية بعد أكثر من عقد من الحرب الإرهابية، لتغيير جوهري والعودة إلى دمشق، ويشير المراقبون في هذا الصدد لجملة تطورات في هذا المضمار، أو مؤشرات لا يمكن إغفالها أو تجاوزها عند الحديث عن مستقبل الأوضاع في سورية خلال المرحلة المقبلة، وقد تراكمت خلال أيام قليلة ماضية وفي فترة لا تزيد على شهر واحد..

هذا التطور ما كان له أن يتحقق أو يصل إلى ما هو عليه اليوم لولا رسوخ حقيقة أن الحرب الإرهابية التي شنت على سورية قد فضحت النفاق والموقف الغربي بعد انكشاف حقيقة هذه الحرب، وتعالي الأصوات في العالم التي تقف إلى جانب سورية وشعبها بوجه هذه الحرب التي تتخذ اليوم شكلاً لا يقل خطورة عن الحرب العسكرية.

في سياق الحديث عن المؤشرات والدلالات الواضحة، التي تؤكد أن الدولة السورية بدأت تسير على سكة المعافاة لا بد من الإشارة أيضاً إلى بدء دخول شركات عربية في عملية إعادة الإعمار، وحصولها على موافقة الحكومة السورية لبناء محطة توليد كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية في ريف دمشق، لتفتح الباب أمام بناء محطتين مشابهتين في محافظات أخرى.

كل هذه التطورات لا يمكن تفسيرها إلا بكونها بوادر انفراج تلوح في الأفق، صحيح أن ثمة موقفاً أمريكياً لازال على موقفه المعادي لكنه لم يعد مؤثراً كما قبل على حلفاء واشنطن، حيث تركت لهم الباب موارباً ليقرروا هم بأنفسهم مستقبل علاقاتهم مع سورية بصرف النظر عن المواقف المتشددة والمعلنة إعلامياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار