منتخبنا ليس للتجريب
لم يعد مقبولاً جماهيرياً الحال التي وصلت إليها كرة القدم على صعيد منتخباتنا الوطنية، وبالأخص منتخبنا للرجال، ويتحمل من أوصله إلى هذه الحالة المسؤولية الكاملة، بدءاً من مرحلة المعلول، التي ظهر فيها المنتخب معلولاً على أكثر من صعيد، مروراً في المرحلة التالية التي جاءت استمراراً لسوء النتائج والأداء، في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال قطر 2022 وبات الوصول إليها ضرباً من الخيال، بعد الخيبات وهزات البدن التي مني بها المنتخب في مبارياته.
من حق الجماهير المطالبة بمحاسبة من أبعد الفرح عن وجوههم، لأن المنتخب يمثلهم، ومن حق كل من يدعى للمنتخب أن يأخذ فرصته في الميدان، وألا تلعب المزاجية دورها في الانتقاء والاختيار في المباريات التي يقابل بها المنتخبات الأخرى.
إن عدم الثبات على تشكيلة ثابتة، يعني عجزاً من قبل الكادر الفني لإيجاد توليفة مناسبة، قادرة على تحقيق الطموحات، والحلم في الوصول إلى المونديال العالمي.
نقطتان حصيلة هزيلة لمنتخب مريض بعدة أمراض، يتحمل جزءها الأكبر قيادة اللعبة، وينبغي عدم الاكتفاء بإقالتها، بل حرمانها أيضاً من الدخول في أي انتخابات مقبلة للاتحاد، لكونها كانت السبب الرئيس لما وصلنا إليه على صعيد المنتخبات الوطنية، بخياراتها غير الموفقة في اختيار الكوادر المختلفة للمنتخبات، ليس للمنتخب الأول فحسب، بل لمعظم المنتخبات التي ظهرت بصورة غير طبيعية، ولا تلبي الطموحات.
مشكلة كرتنا الرئيسة تكمن في العقلية المنفردة التي تدار بها على أكثر من صعيد، وغياب الرؤية الجمعية التي تتكامل فيها الأدوار، ويظن معظم العاملين في مفاصل العمل الكروي أنهم الأقدر والأجدر، ولا أحد يجاريهم في ذلك، فتراهم يتخبطون في التعاقدات مع المدربين، لا بل يظلمون كرتنا في أحيان كثيرة بعقود مجحفة تتحملها المؤسسة الكروية وندفع ثمنها غالياً، من دون أي مساءلة للآخرين، فهل يعقل ذلك؟
هل نحن بحاجة لمؤتمر وطني لإنقاذ كرة القدم، لتكون متوهجة تحقق الأماني والطموحات، ويستقطب الكوادر الوطنية المخلصة القادرة على العطاء، ولا يكون الحوار معها فقط شماعة لنقل لمطالب الجماهير إننا حاورناها من جهة، وفي الجهة المقابلة يكون الحوار مع مدرب آخر أجنبي لا نعرف ماذا سيقدم لكرتنا من جديد؟
هل عقلية الاستبعاد تفيد كرتنا وتحقق الأماني والطموحات؟