لعل من أهم الأحداث المفصلية التي شهدتها سورية هي قيام الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد قبل نصف قرن ونيف من الزمن حيث لم تكن الحركة تصحيحاً لمسار حزب سياسي وإنما كانت نقطة الانطلاق لعمل وطني متكامل في مساراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وشكلت بالفعل ولادة جديدة للوطن والمواطن وفق أسس جديدة تعطي لكل دوره وفق شراكة حقيقية أطلقت العنان لطاقات الشعب السوري والتي أبدعت في بناء دولة المؤسسات وفي بناء الإنسان وفي بناء الاقتصاد وفي تطور الإنتاج الزراعي والصناعي لدرجة أن سورية وفي غضون السنوات الأولى من عمر التصحيح قد انتقلت من تواضع في الإنتاج والاعتماد على الاستيراد إلى بلد يحقق الاكتفاء الذاتي من مختلف السلع الغذائية وربما كانت سورية في ظل التصحيح البلد الوحيد من العالم الثالث الذي لا يئن تحت وطأة الديون الخارجية.
إن إنجازات التصحيح السياسية والعسكرية والاقتصادية لا يمكن أن نذكرها في هذه العجالة لأن معظم البنية التحتية والمنشآت التعليمية والرياضية والاقتصادية قد تم بناؤها تباعا وفق خطط خمسية مدروسة كانت تنفذ بدقة حيث استمرت عملية البناء في عهد الرئيس بشار الأسد وفق نهج التطوير والتحديث الذي عزز الإنجاز في مناحي الحياة المختلفة.
لقد حاولت أطراف دولية عديدة فرملة التطور الحضاري الذي كانت تحققه سورية ومارست جميع أنواع الضغوط والحصار عبر العقود السابقة ولم تستطع التأثير على خيارات الشعب السوري حتى قررت شن هذه الحرب الظالمة عليه وعلى بناه التحتية وعلى ثرواته ومقدراته حيث قادت أمريكا (من الخلف) قطعان الإرهابيين التكفيريين للانقضاض على منجزات الشعب السوري وانتقلت أمريكا من قيادة العدوان من الخلف إلى التدخل بشكل مباشر والاستمرار بالعدوان العسكري والاقتصادي وتعطيل الحلول السياسية كل ذلك في إطار الحقد على بلد وضع مصلحة شعبه في أولى خياراته.
إن روح التصحيح باقية لدى كل الشرفاء في سورية والأمل كبير في أن يتابع الشعب السوري مسيرته الحضارية بعد التخلص من الإرهاب ومن القوى الأجنبية المتواجدة عنوة على الأرض السورية.